بقلم لين عطيات - نعيش اليوم في حالة من تهافت الإعلام للأحداث الساخنة بين البحث والتغطية، وتطوقهم للأحداث اليومية الجديدة، و انشغالهم بالمهاجمة والرد الذي أخذ بالقضايا الأردنية الأصيلة للنسيان .
فلطالما كانت الساحات الإعلامية لها محاورها الخاصة في طرح قضايا أساسية لا يمكن تجاهلها ، والتي يعيش الأردني على أمل أن تحل لهم ، ولكن اليوم بات الإعلام مغيب عنها ويعود السبب إلى أن الإعلام أصبح مهنة إلى الصدارة ... (فمن الأفضل؟) أصبحت نسبة يعيش عليها الإعلام ويتنفسها بالعودة إلى عدد المشاهدات لا إلى المحتوى الأفضل، فأين الإعلام الأصيل الذي يبحث قضايا البطالة والفقر و الموارد المائية والغذائية وغيرها من القضايا المحورية، فاليوم أصبح الإعلام يتغذى على الأحداث اليومية الساخنة التي لا تبني المستقبل ولكن تلك التي تبني المؤسسات الإعلامية وتشغل عقول الناس بغرابتها ومفاجأتها وتأثيرها ومن الملفت أننا لم نعد نرى محتويات تتحدث عن طرق وخطط لحل الأزمة الاقتصادية أو تحقيقات صحفية تتحدث عن ذلك أو متابعات إعلامية لما يحدث بين أورقة الوزارات وغرف البناء والتطوير .
من المؤسف حقا أن يتناسى الإعلام نفسه بين ضجة الأحداث التي لا تؤثر على مستقبل الأردني شيئاً ،فكورونا ستنتهي وقضية اليوم التي يجالسون فيها داخل المحكمة سينطق الحكم فيها بنهاية المطاف وغيرها من الأحداث التي لن يعود لها أي أثر سوى الذكرى وأرباح عدد المشاهدات، ولكن أين الأثر الإعلامي من كل هذا!، وأين دور الإعلام في بناء المستقبل ورسم هوية الأردن العظيم؟ .
الإعلام اليوم متغيب في طمع كما هو حال البشرية المتغيبة .... و يبقى الأمل بأن يستيقظ الإعلام كما هي حال الأشياء التي نتمنى أن تُبعث من غيبوبتها !