يحمل الدكتور وجيه عويس ملفين هامين من ملفات الحكومة: التربية والتعليم، والتعليم العالي، ولديه الخبرة المتمكنة في عبور الأزمات، ويملك القدرة على تطوير المؤسسة التربوية ومؤسسات التعليم العالي.
يعرف عويس كل رؤساء الجامعات ويعرف ظروفهم، ويعي جيدا التحدي الذي فرضته نتائج الثانوية وسوف تستمر بفرضه في السنوات القادمة، ويمكن القول أن الاقبال من طرف الاردنيين على التعليم العالي لن يتراجع وان اتجاه الشباب للتعليم التقني لم يبلغ المستوى المطلوب.
سوف يستمر اللامعقول في الاقبال على تعليم الطب والهندسة، والتخصصات الراكدة، وسوف يستمر الأهل بالتفاخر بارسال اولادهم لجامعات في الاقليم ودراسة الطب، وبالتالي اخراج العملة الصعبة، ونيل شهادت من جامعات نحن نعرف ضعفها، والحل هنا لا يكون إلا بالتوسع بفتح كليات طبية وصحية في الجامعات الأردنية التي تمتلك القدرة والخبرات سواء كانت خاصة او حكومية.
معضلة البحث العلمي وصندوقه الذي بات جزءا من الوزارة واشبه بدائرة مسيرة لاعامل اللجان، يحتاج إلى تطوير أيضا في سياساته ومنهج عمله، وتحتاج اللجان العلمية القطاعية إلى توسيع في العدد، واتاحة المجال لتمثيل اغلب التخصصات فيها وبخاصة في الانسانية.
لكن هل ينجح عويس في عبور أزمات راهنة؟ لدينا مسألة «توجيهي المعيدين»، وهي نموذج على فكفكت الأزمة والبدء بالحل والاستجابة، وهو يبدي كل مسؤولية لاتمام ما كان قد بدأ به سلفه د محمد ابو قديس الذي لم يقصر في عمله وحاول الإصلاح في ملفات الجامعات وجاءت نتائج الثانوية بعهده افضل من حيث العلامات والمعدلات.
اليوم امام الدكتور عويس واقع تعليمي وتربوي ضاغط، ولدينا تجارب عديدة في الفشل وفي النجاح، ولدينا هيئة اعتماد تعليم عالي مستقلة ومجلس تعليم عالي قوي في شخوصه وذواته، والأصل ان تُفتح كل الأخطاء وتعالج في ظل هكذا موسسات فيها من خيرة الخبرة الأكاديمية الوطنية.
خبرة عويس طويلة، وهو المطلع ومهندس استراتيجية الموارد البشرية الوطنية التي باركها جلالة الملك، ولا مجال اليوم للمزيد من الانتظار، بل يجب البدء بالحلول لان لدينا ملف مقلق جداً ينتج عنه ازمة اجتماعية كبيرة عنوانها تحدي البطالة والفقر .
لا نملك ترف الانتظار، ولا نملك سياسة جبر الخواطر، مع التمني على معالي الوزير دعوة الجامعات لفتح برامج تعليمية وحقول دراسية جديدة تواكب المعرفة العالمية وتداخل التخصصات، فللأسف ثمة أقسام لم تواكب التطور المعرفي الجديد ولدينا ازمة في العلوم الانسانية والاجتماعية بالغة التعقيد.
اخيرا يملك د عويس الصلابة والدقرات، ويملك الرؤيا والحس الوطني، فهل ينجج في اختراق بنية التعليم المتكلسة ويحدث التغيير؟