زاد الاردن الاخباري -
أصدرت سفارات الولايات المتحدة و9 دول أوروبية لدى السودان الأربعاء، بيانا مشتركا طالبت فيه بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في هذا البلد، وتمكينها من لقاء رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الذي احتجزه الجيش غداة سيطرته على السلطة.
وفجر الإثنين، اعتقل الجيش حمدوك ووزراء وقيادات حزبية، وأعلن حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين. وفي اليوم التالي جرى الاعلان عن اعادة رئيس الوزراء الى منزله الذي احيط بحراسات امنية مشددة.
ونوه البيان الذي وقعته سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة.، بإعادة رئيس حمدوك، إلى مقر إقامته، داعيا "إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين دون تأخير".
وأضاف: "مستمرون في الاعتراف برئيس الوزراء ومجلس الوزراء كقيادة دستورية للحكومة الانتقالية".
وتابع: "من المهم أن يتمكن السفراء الموجودون بالخرطوم من التواصل مع رئيس الوزراء؛ لذلك نطلب بشكل عاجل أن نتمكن من مقابلة رئيس الوزراء".
كما أكد بيان السفراء العشرة "أهمية احترام الحق الأساسي في التظاهر من جانب جميع المواطنين السودانيين، وضرورة احترام جميع حقوق الإنسان الأخرى لجميع المواطنين".
واستطرد: "يجب على قوات الأمن والعناصر المسلحة الأخرى الامتناع عن الهجمات العنيفة في كل الأوقات، ويجب حماية المتظاهرين السلميين".
وأردف: "نؤكد مرة أخرى الدعوات الدولية للعودة الفورية إلى خارطة الطريق للتحول الديمقراطي للسودان كما وردت في الوثيقة الدستورية واتفاقية السلام في جوبا". واستدرك: "حوار شامل وسلمي ودستوري بين كل أصحاب المصلحة في السودان هو السبيل الوحيد للحرية والسلام والعدالة للجميع".
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، إنه هاتف حمدوك، وأكد دعمه للعودة إلى السلطة الانتقالية بقيادة المدنيين.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر: "هاتفت حمدوك وأكدت له دعمي للعودة إلى السلطة الانتقالية بقيادة المدنيين، باعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدما".
وأضاف أن "أي شيء آخر (غير العودة إلى السلطة الانتقالية) هو خيانة لتطلعات الشعب الذي قاد الثورة قبل عامين".
دعوة للحوار
وبدوره، دعا فولكر بيترس، رئيس البعثة الأممية المتكاملة للمساعدة في الانتقال بالسودان (يونيتامس)، الأربعاء، قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى فتح حوار مع "رئيس الوزراء وأصحاب المصلحة الآخرين"، للخروج من الأزمة الراهنة.
وقال المكتب الإعلامي لقائد الجيش، في بيان إن البرهان بحث مع بيترس "تطورات الأوضاع السياسية والسبل الكفيلة بالخروج من الأزمة، بما يحقق الاستقرار والسلام بالبلاد".
وعقب لقائه البرهان، في مكتبه بالعاصمة الخرطوم، دعا بيرتس، في تصريح صحفي، إلى "فتح حوار مع رئيس الوزراء وأصحاب المصلحة الآخرين، مشيرا إلى استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم في هذا الصدد".
وأضاف: "قدمنا بعض الاقتراحات للعودة إلى حوار شامل وعاجل لاستعادة الشراكة علي أساس الوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا للسلام (2020)، وعبرنا عن اهتمامنا بإيجاد خروج أمن من الأزمة الحالية".
وشدد بيترس على حرص البعثة الكامل على المساعدة في عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
البرهان يلتقي سفير السعودية
وفي سياق متصل، أجرى البرهان الأربعاء، مباحثات مع السفير السعودي لدى الخرطوم، علي حسن بن جعفر ، حول "جهود حل الأزمة" في السودان.
واستقبل البرهان، في مكتبه بالعاصمة الخرطوم، السفير السعودي، وتناول اللقاء "تطورات الأوضاع السياسية في البلاد والجهود المبذولة لحل الأزمة من خلال التشاور مع كافة الأطراف ذات الصلة"، بحسب بيان صادر عن مكتب القائد العام للجيش.
وأكد السفير السعودي حرص بلاده على تحقيق الاستقرار بالسودان، ودعمها لكل ما يؤدي لتحقيق الوفاق بين القوي السياسة.
ورفضا لما أقدم عليه الجيش، قرر الاتحاد الإفريقي، الأربعاء، تعليق مشاركة السودان في أنشطه، وأوقف البنك الدولي مساعداته للبلاد، ودعت دول ومنظمات إقليمية ودولية إلى ضرورة استكمال عملية الانتقال الديمقراطي.
فيما شهدت الخرطوم، الإثنين والثلاثاء، مظاهرات مناهضة لما يعتبروه المحتجون "انقلابا عسكريا"، وُقتل خلالها 4 متظاهرين وأصيب أكثر من 80 آخرين، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية).
وقبل إجراءات البرهان، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.