داعش يتبنى هجوما أشعل اعمال عنف طائفية في ديالى والحكومة ترسل تعزيزات لاحتواء الموقف
داعش يتبنى هجوما أشعل اعمال عنف طائفية في ديالى والحكومة ترسل تعزيزات لاحتواء الموقف
زاد الاردن الاخباري -
أعلن تنظيم داعش الاربعاء، مسؤوليته عن هجوم استهدف الثلاثاء قرية شيعية في محافظة ديالى شرقي العراق، وأطلق العنان لهجمات انتقامية شنها مسلحون شيعة على قرية سنية مجاورة، ما استدعى ارسال الحكومة تعزيزات لتطويق ما تخشى ان يتحول لحرب طائفية جديدة.
وقالت وكالة انباء رويترز ان تنظيم "داعش" اعلن عبر تطبيق "تليغرام" تبنيه الهجوم على قرية الرشاد (الهواشة سابقا) في قضاء المقدادية في محافظة ديالى، وأسفر عن مقتل 11 شخصا، وإصابة 6 آخرين.
وغداة الهجوم، شن مئات المسلحين الشيعة من قرية "الرشاد" هجوما عنيفا استهدف سكان أهالي قرية "نهر الإمام" السنية المجاورة، "انتقاما" لمقتل أبنائهم على يد "داعش"؛ ما أسفر عن سقوط 8 قتلى، إلى جانب إضرام النيران في عدد من المنازل والبساتين.
وأعاد هجوم قرية الرشاد للأذهان ما شهدته المنطقة من هجمات شنها تنظيما القاعدة وداعش بعد عام 2003، والتي نجحا من خلالها، آنذاك، في إثارة نزاعات طائفية بين سكان القرى والمدن في ديالى ومناطق أخرى من العراق.
وكثيرا ما أطلقت مثل هذه الهجمات، في ذروة الحرب الأهلية العراقية قبل نحو 15 عاما، العنان لأعمال قتل انتقامية وهجمات مضادة في أنحاء البلاد.
وبالفعل يبدو أن ما يخشى منه معظم العراقيين وقع فعلا، حيث يبين رئيس المجلس البلدي السابق لقضاء لمقدادية، عدنان التميمي لموقع الحرة أن ردات فعل انتقامية حصلت بعد الهجوم على قرية الرشاد واستهدفت قرية سنية مجاورة.
يؤكد التميمي أن مجموعة من شباب القرية والمناطق المجاورة شنوا هجوما انتقاميا على قرية نهر الإمام التي تقطنها عشائر ذات أغلبية سنية.
ويضيف "لم يكن هناك الكثير من الرجال في القرية لأنهم خرجوا تحسبا لمثل هكذا عمليات انتقامية، والتي عادة ما تحصل عند كل هجوم ينفذه داعش".
يشير التميمي إلى أن الهجوم الانتقامي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص "بينهم أطفال ورجال كبار في السن بالإضافة إلى حرق أراض زراعية ومنازل".
تعزيزات أمنية
وازاء التداعيات والتوتر الذي تشهده المنطقة، أعلنت السلطات العراقية، الأربعاء، إرسال تعزيزات من الجيش والشرطة إلى محافظة ديالى لاحتواء الموق، وتوعدت بملاحقة المتورطين في الهجوم على قرية الرشاد.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش العراقي، اللواء تحسين الخفاجي، في
تصريح للوكالة الرسمية "واع"، إن السلطات عززت التواجد الأمني في المقدادية بإرسال لواءين من قوات الرد السريع (تابعة للداخلية) وفوج من جهاز مكافحة الإرهاب (نخبة الجيش) وفوج
آخر من الجيش، إلى جانب مراقبة مستمرة من قبل الطيران العسكري".
وأضاف: "ستنفذ عمليات نوعية ومباغتة تعتمد على معلومات استخبارية لملاحقة الإرهابيين المتورطين" في الهجوم على قرية الرشاد.
وأشار الخفاجي إلى أن "وفدا أمنيا رفيعا تفقد اليوم الوضع في قرية الرشاد، وتم عقد اجتماع بين القادة الأمنيين والحكومة المحلية ومواطنين في ديالى بهدف إطفاء نار الفتنة".
وقال إن "داعش يحاول إثارة الفتنة لأنه غير قادر على مواجهة القوات الأمنية".
وفي
وقت سابق الأربعاء، وجه
رئيس الوزراء العراقي القائد
العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، قوات الأمن بتكثيف الجهد الاستخباري لمنع الهجمات، متوعدا بالقصاص من مرتكبي "جريمة المقدادية"، وفق بيان صادر عن متحدث عسكري.
وكان
العراق أعلن عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أن الأخير لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة ويشن هجمات بين فترات متباينة.