زاد الاردن الاخباري -
قبل اسابيع سألني صديق عن سر صمتي عن توجيه اي نقد لحكومة الرئيس الخصاونة ؛ او للرئيس بشر بنفسه قائلا (( ابو فوزي لم تكن تغفر له زلة اللسان؛ والرزاز كنت تنتقده بأدب بالغ ؛ أما بشر فلم تكتب له او عنه كلمة واحدة … )) يومها أجبته : لا اعتقد ان الرئيس نفسه يعرف انه اصبح رئيسا للوزراء فكيف الومه على غيابه …. أما وقد عرف الرئيس مؤخراً انه رئيس مجلس الوزراء وأطل علينا على الشاشة الوطنية ومن ثم ها هو يقاضي مواطناً بصفته رئيسا للوزراء … فقد حان لنا ان نقول في ذلك كلمة ما!
من حق رئيس الوزراء أن يقاضي اي مواطن يتعرض له او لعائلته بالتجريح او الاهانة او الشخصنة او الكيدية لا سمح الله …. ومن حقه ان يطبق القانون على كل من يتعرض له بأي اساءة شخصية بعيدة عن كونه رئيسا للحكومة ؛ ونقف ضد ذلك تماماً كما وقفنا ضد تجريح الوزيرة السابقة جمانة غنيمات ووقفنا ضد التنمر على الوزير السابق مثنى غرايبة لأسباب شخصية …. ومن حق الرئيس علينا أيضاً بنفس الوقت ان نعلن له انه أخطأ كثيراً بحق المواطن المسجون لشكوى الرئيس العصبية المتعصبة العاطفية ؛ وأنه أخطأ بحق الدولة حين "دحش" صفته الوظيفية في شكواه وأنه أخطأ بحق نفسه أخيراً حين كشف لنا ان رئيس وزرائنا عصبي وعاطفي ولا يضبط نفسه عند الازمات!
الرئيس الذي تخرج من مدرسة الديبلوماسية الاردنية لم يحتمل ان يتساءل المواطن في منشور له عن مصادر دخل زوجة الرئيس …. فقام بتقديم شكوى أدت الى توقيف المواطن على ذمة التحقيق وكأن بقاءه خارج السجن اثناء التحقيق سيهدد أمن الدولة !! أفعلاً يحدث ذلك في بلد المؤسسات والقانون ؟ لا والأدهى من ذلك في اليوم التالي وبعد ان نام الخصاونة ليله الطويل وحقق ثأره الشخصي من المواطن يقوم بتسلم التقرير السنوي عن حالة حقوق الانسان في المملكة …. أي سخرية هي هذه التي تحدث في بلادنا ؟
أيها الرئيس الغارق في غيبوبته السياسية … أبشر ؛ فإذا كنت قد غضبت لأن خبر المواطن كان كاذباً ؛ فمن حقنا ان نسألك عن كل الذي اقترفتموه بحقنا …. أنتم تخفون الحقيقة علينا ليل نهار حين تقولون (البلد بخير ) ؛ انتم تقلبون الاسود ابيض حين تدعون أنكم تعرفون (اننا نسير في الاتجاه الصحيح ) وانتم تدفنون رؤوسكم في الرمال قبل ان تحققوا الاصلاح …. الاصلاح الذي لا يسمح لعصبي لا يضبط نفسه بالازمات مثلك ان يصبح رئيسا لوزرائنا!
أبشر يا بشر ؛ وخذ اجازة تفرغ قضائي وداوم في قصر العدل ؛ فكل المواطنين سيسألون من اين لك هذا وستقاضيهم جميعا بتهمة الكذب ونشر الأخبار الملفقة …. أما أخباركم الملفقة التي تتحفوننا بها صباح مساء لن يسألكم عنها أحد وسيكتب التاريخ اننا صدقنا كذباتكم البيضاء التجميلية المحببة ! أبشر أيها الرئيس فأنت بخطوتك فتحت الباب لتطبيق القانون على الجميع وبعدالة!
أيها الرئيس …. ان كانت غيرتك على تطبيق القانون لهذه الدرجة فأين حملات حكومتك على الفاسدين والسارقين والمارقين ؟ أين حملات حكومتك على المعتدين على المال العام وقابضي الرشاوي ؟ اين يطبق القانون بعدالة على الجميع في بلدي ؟
آسف يا دولة الرئيس ؛ كيف بي حقاً ان اسألك عن كل ذلك قبل أهم تساؤل : كيف بكل هذه الغيرة لا تحرك فيك ساكناً لاستعادة الولاية العامة لحكومتك ؟ فأين كنت انت وحكومتك يوم قضت الارواح في مستشفى السلط ؟ اين كنت انت وحكومتك حين اهتزت البلد كلها في ليلة نيسانية وعجزت انت حتى على الخروج برواية متماسكة للاحداث واختلفتم فيما بينكم هل هي فتنة ام انقلاب … هل يا ترى نستطيع ان نحاكمك ان اتضح عدم صحتها يوما بتهمة المواطن نفسه ( اختلاق اخبار كاذبة )؟ اين تطبيقك للقانون على كل التجاوزات التي حدثت بحق الحريات منذ استلامك مهام المسؤولية الاولى ؟
هذا المواطن المحبوس جبروتا ليس بشارة خير يا بٍشر … وسيذكر التاريخ يوماً انك فتحت على الوطن باباً من ابواب جهنم ؛ فهذا البلد الكريم قام على التسامح بين ابنائه والعفو عند المقدرة لدى حكامه …. وها انت تحرج الجميع بخروجك عن أبسط قواعد حرية الرأي لمحاسبة المسؤول العام ! ألم تقرأ ايها الرئيس ان جلالة الملك نفسه قد وجهك شخصيا قبل اسابيع بالافراج عن المعتقلين بتهمة اطالة اللسان من منتقديه ؟ واليوم تأتي انت لتستعمل سلطتك المشوهة دستورياً للاعتداء على حرية مواطنٍ كفر بدين آبائه حين سأل (( من اين لك هذا يا دولة الرئيس))!
علي أحمد الدباس