كتب _الدكتور أحمد الوكيل - لا تحتاج جملة المواقف الأردنية التى أعلنها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال جولتة الأوروبية الناجحة إلى تفسير ولكنها تستدعى التوقفَ مليا أمامَها.
فمواقف الأردن جاءت على لسان سيد البلاد التى تقف على أقدام ثابتة مدعومة برؤية استثنائية لواقع السياسة الدولية فى عالم اليوم، فهذه الجملة من المواقف الإقليمية، وهى الآلية التى تسعى السياسة الاردنية لفرضها لتغيير موازين السياسة الأوروبية والعالمية من خَلفها وسبق لها أن خَلقت نَسَقًا استراتيچيًا مستمرًا لعُقود بين شمال المتوسط وجنوبه.
فجلالة الملك كان يَرَى المستقبل منذ اللحظة الأولى لتوليه المسئولية كحال الاستراتيچيين العظام.. قرأ مبكرًا أدبيات الواقع الدولى؛ مساره وتوازناته ومحدداته وواقع القوَى الشاملة لكل المعادلات، ومبكرًا رسم التخطيط الاستراتيچى للاردن وامته العُظمَى، وهو التخطيط الذى استخلص كل ما جَرَى على أرض الوطن العربي فى العصر الحديث وما دار من حوله أيضًا.
، وانتقل بها من التكوين التقليدى لشخصية المملكة الاردنية الهاشمية الدولية كفاعل إقليمى له حضور يتمدّد ويتراجَع إلى فاعل دولى له كلمة مسموعة فى أچندة السياسة الدولية.
يتحدّث من موقع قوّة ولكنها قوّة الحق والسّلام والتنمية.. أسّس لفكر براجماتى نزيه وهو أن الأردن يسعَى لمصلحته أولاً ولكن ليس على حساب مصالح الآخرين، وأكبر دليل على ذلك ما تُطالعنا به صُحف دولية وإقليمية من تودُّد تمارسُه أطرافٌ إقليمية تجاه الأردن كل مُرادها أن تلحق برِكاب عمان ..
وغاب عنهم أن عمان وضعت محددات وهى الاستقرار والسّلام والتنمية واحترام الدول وسيادة الدول وعدم استخدام الإرهاب كأداة فى تصفية الصراعات الدولية، وهذه هى أچندتها المُعلنة فمن يريد الجلوسَ إلى الأردن والعمل معها عليه أن يتبع أچندتها.
تحدّث سيدنا عن الشأن الإقليمى ومنطقتنا العربية ضمْن مُجمل تصريحاته، ولكن كانت الرسائل واضحة من مواقف ثابتة؛ ليؤكد مُجَددًا أن الصمت الأردني احيانا ليس تجاهلاً ويخطئ مَن يظنه هكذا ولكنه المنهج الاردني (أفعال لا أقوال).
حيث أكد الملك على أن الأردن كانت ولا تزال من أهم الدولة الراعية للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال هى القضية المركزية، وأنه لا سبيل لحل القضية التى تُعَد مفتاحَ السلام والاستقرار فى المنطقة إلّا من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو 67 .
كذلك شدّد الملك على أن الأردن لن يقبل بتغيير الجغرافيا السياسية لسوريا، ولن يقبل بالمساس بوحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها.
وضع جلالة الملك خلال جولته الأوروبية العالمَ أمامَ المحنة الكبرَى التى يَمُر بها لبنان الشقيق، مؤكدًا أن يد المساعدة الاردنية ستظل ممدودةً ولن يُترَك لبنان بمفرده.
وسيبقى المنهج الملكي الهاشمي الأردني أفعال لا أقوال يا عرب.