زاد الاردن الاخباري -
اعتبر حزب الله الاحد، ان الازمة بين بيروت ودول الخليج على خلفية تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي، قد جرى اختلاقها من قبل السعودية في إطار ما قال انه مخطط هدفه عزل لبنان "لإخضاعه والسيطرة عليه".
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، احتجاجا على تصريحات لقرداحي حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.
وقبل تعيينه وزيرا في سبتمبر/ أيلول الماضي، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/ آب الماضي وبُثت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وقال حسن فضل الله، النائب عن كتلة "الوفاء للمقاومة" (تمثل حزب الله- حليف إيران): "لا نقبل أن يذلنا أحد، بأنه إذا أدلى وزير بتصريح، هناك دولة أخرى تفرض عليه الاستقالة أو تفرض على الحكومة الاستقالة"، بحسب قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله".
واعتبر فضل الله، خلال لقاء حواري بإحدى بلديات جنوبي لبنان، أن "ما يحصل اليوم في لبنان ليس مرتبطا بتصريح وزير، فهذا مسار اتخذته هذه الدولة (يقصد السعودية) بإطار الحصار ومحاولة لعزل لبنان لإخضاعه والسيطرة عليه".
وتابع: "نرفض الضغوط التي تُمارس على وزير الإعلام، سواء جاءت من جهات في الحكومة (اللبنانية) أو من جهات خارجية... يخيرون اللبنانيين بين الحصار والإذلال".
ومن جانبه، قال رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين في تصريح بإحدى الفعاليات جنوب لبنان: "لا يعقل أن يكون الموضوع مرتبطا بتصريح بل هو أكبر من ذلك".
وشدد على أن لبنان بحاجة إلى الحكومة، مشيرا إلى أنها "يجب أن تؤدي أقل الواجبات بالحد الأدنى".
وأردف قوله: "من يعمل على توجيه الضغوط والرسائل واختلاق الأزمات من أجل أن تفرط هذه الحكومة أو من أجل أن تتعطل أو من أجل أن يضرب الاستقرار في لبنان أو من أجل الضغط بعقوبات أمريكية أو سعودية أو غير ذلك، هو الذي يريد أن يخرب لبنان".
وتابع: "نحن بذلنا وتحملنا ودماؤنا شاهدة على ذلك من أجل ألا نأخذ بلدنا إلى الاقتتال الداخلي، وعالجنا المشاكل الاقتصادية والداخلية للبنانيين من أجل ذلك".
واعتبر أن "الذين يدفعون باختلاق الأزمات أزمة أمنية هنا وأزمة دبلوماسية وأزمة سياسية هناك هم الذين يعملون على تخريب لبنان".
أسوأ أزمة اقتصادية
ويتطلع لبنان إلى مساعدات خارجية، لاسيما من دول الخليج، إذ يعاني منذ نحو عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار مالي وتراجع شديد في القدرة الشرائية لمعظم المواطنين وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى.
وأكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية. فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب، قرداحي إلى الاستقالة.
والأحد، أعلن قرداحي أن استقالته من الحكومة "غير واردة"، وذلك غداة إعلان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، أن زميله يدرس مقترح الاستقالة.
وقال وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، السبت، إن "التعامل مع بيروت غير ذي جدوى في ظل هيمنة حزب الله على النظام السياسي اللبناني". وأردف: "ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران".
ومنذ عام 2015، ينفذ تحالف، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومية، في مواجهة جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.
قرداحي: "لن أستقيل"
وأودت الحرب المستمرة في اليمن بحياة أكثر من 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من سكانه، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما تنفي الجماعة صحته عادة.
وفي مايو/ أيار الماضي، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.