زاد الاردن الاخباري -
أثارت مداخلات رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة خلال مناقشة كتاب ( من الدعوة إلى السياسة الإخوان المسلمين في الأردن..تاريخهم وأفكار) للكاتب ابراهيم غرايبة جدلا عاصفاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الاردن.
وكانت مداخلات الروابدة اشغلت منصات وتم تداولها بصورة كبيرة على فسيبوك وتويتر خلال الأيام الثلاثة الماضية ، عندما قال الأخير إن الاخوان المسلمون ليسوا تنظيما سياسيا بل هم تنظيم ديني، ،مؤكداً ان الاخوان المسلمين لم يقفوا يوما واحدا مع الدولة الاردنية لكنهم وقفوا دفاعا عن روحهم ونفسهم.
ويبدو أن تلك المداخلات أفرزت نقاشاً ساخناً وأسئلة كبيرة لأسباب متعددة خاصة أن المناسبة اخوانية ورجل ابن التنظيم سابقاً فلماذا أطلق تلك السهام المركزة على اكبر احزاب المعارضة بتوقيت حساس وحرج ، اذا لم تكن هي مجرد اجابات عابرة بل ضامرة حول تبدل النهج الفكري للوزير المخضرم.
والمشهد الذي استفز الشارع بصورة كبيرة وترك اصداء واسعة لطرح سيناريوهات وتحليلات كثيرة ومتنوعة حينما أشار الروابدة بقوله إلى أن جميع الاحزاب لم تعترف يوما بالمواطنة في تربيتها ولم تكن المواطنة جزءا من تفكيرهم.
وفي ضوء ذلك، جاءت ردود الفعل عبر منصات التواصل الاجتماعي الأردنية متباينة.
وعلى فيسبوك قال الناشط والمعلم عيسى جيتاوي في منشور له ان تاريخ الإخوان المسلمين يشهد لهم بالوطنية والتميز والإحسان واليد الطولى الممتدة إلى شعوب الأمة بالخير والمتصدرة لمشهد التصدي لكل مشاريع التغريب والتصفية لقضايا المسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين.
واضاف جيتاوي، أن الإخوان لم يبيعوا ولم يتنازلوا عن ثوابت الأمة وكانوا في مقدمة الصفوف دائماً، تسعون عاما من العطاء والتضحية والحب للناس.
وتابع “من ينكر هذا فهو غير منصف ويصدق فيه قول عمرو بن العاص لمسيلمة الكذاب ( يا مسيلمة: إنك تعلم أني أعلم أنك كاذب”).
من جهته، قال خالد الطعاني في تحليل أورده على صفحته الشخصية فسيبوك معلقاً على مداخلات الروابدة ” ربما الاتهام من الزاوية الأيديولوجية يكون دقيقا من مبدأ أن الإخوان شركة تجارية ذات طابع سياسي ودعوي ترتجم أيديولوجيا توجه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي جرى توظيفه دوليا وإقليميا في صراعات وأزمات المنطقة ، لافتاً إلى أن الاتهام ليس دقيقا من الزاوية الإدارية فالجماعة وخصوصا الصف الأول القيادي هم ذراع النظام السياسي الذي احتضنهم كمعارضة شكلانية لتسويق الديمقراطية الشكلانية للنظام السياسي حيث جرى استثناؤهم من القرار العرفي ” فترة الأحكام العرفية ” في حل الأحزاب السياسية حقبة الخمسينات بعد الإطاحة بالنهج الديمقراطي الذي أسس لأول لحكومة برلمانية حزبية حكومة سليمان النابلسي بقرار الملك الهاشمي الحسين بن طلال بهدف إقصاء الشرعية الوطنية الأردنية عن الساحة السياسية والحزبية.
واضاف الطعاني “وبذات الوقت كانوا أداة مطواعة بيد الأجهزة التي طالما تفاوضت معهم على حصصهم في المقاعد النيابية والنقابية إضافة إلى حجم التسهيلات الإدارية ذات الطابع الاستثماري في الصحة والتعليم والجمعيات.
وتساءل “لا نعرف جيدا مفهوم ” الدولة ” الذي تحدث عنه عضو الجماعة السابق.. ولا ندري أيضا ماذا قصد “بالموقف” المتخيل الذي يجب على الجماعة أن تقفه إلى جانب الدولة أو مع الدولة”.
وفي تغريدة على تويتر كتب ابراهيم المنسي “أنا مش عارف، لو الإخوان المسلمين مش موجودين، كيف البعض كان ممكن يلمع حاله، مين بدو يشتم حتى يثبت ولاؤه للنظام ، منين بدهم يلاقوا شماعة يعلقوا عليها عجزهم وفشلهم ومصايبهم، منين رح يلاقوا فزاعة يرعبوا فيها الجهال من السلطة وكأنو هم اللي بحموهم منها؟؟ ذكرني الروابدة بالجدات لما كانوا يخوفونا بالغول”.
واعتبر العديد من النشطاء أن مداخلات الروابدة وتصريحاته عادة ما تكون متناقضة وغير مفهومة ، محاولين تذكيره بالماضي القريب بمفاخرته بالانتماء إلى تنظيم الاخوان المسلمين حينما قال في مقابلة تلفزيونية الاخوان “صقلت شخصيته”.