زاد الاردن الاخباري -
دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ضمنيا الخميس، وزير اعلامه جورج قرداحي الى الاستقالة، عندما حثه على "تغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية"، بخصوص الازمة مع السعودية.
وقال ميقاتي في مؤتمر صحفي عقب لقاءين منفصلين مع رئيسي الجمهورية ميشال عون، والبرلمان نبيه بري، ان حكومة بلاده تتعرض "لامتحان جديد هو الأصعب بفعل مواقف شخصية أطلقها وزير الإعلام قبل توليه الوزارة".
وأضاف ان هذه المواقف "أدخلت لبنان في محظور المقاطعة من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي".
وقبل تعيينه وزيرا في سبتمبر/ أيلول، قال قرداحي، في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس/ آب وبُثت في أكتوبر/ تشرين الأول، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، ما اثار غضب الرياض وعددا من دول الخليج التي استدعت سفراءها من لبنان وطردت سفراءه.
وتعهد ميقاتي بمعالجة "العلاقة مع السعودية حتى تعود إلى طبيعتها، وأدعو وزير الإعلام إلى اتخاذ الموقف الذي يحفظ مصلحة لبنان واللبنانيين".
وتابع: "سنسعى بالتعاون مع جميع المخلصين للعودة عن القرارات المتخذة بما يعيد صفو العلاقات اللبنانية مع امتداده العربي الطبيعي".
تحكيم الضمير لمصلحة لبنان
وكرر دعوته قرداحي إلى "تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي ينبغي اتخاذه، وتغليب المصلحة الوطنية على الشعارات الشعبوية".
وزاد: "يبقى رهاني على حسه الوطني لتقدير الظرف ومصلحة اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، وعدم التسبب بضرب الحكومة وتشتيتها، بحيث لا تعود قادرة على الإنتاج والعمل، وتضييع المزيد من الوقت".
ولفت أن "هذه هي أولويات الحل وخارطة الطريق الطبيعية للخروج من الأزمة"، دون توضيح إن كان المقصود تقديم الوزير لاستقالته.
وأفاد بأن "مجلس الوزراء هو المكان الطبيعي لمناقشة كل الملفات والقضايا التي تعني الحكومة بعيدا عن الإملاءات والتحديات والصوت المرتفع واستخدام لغة الوعيد والتهديد".
يُذكر أن جلسات مجلس الوزراء متوقفة منذ نحو شهر، على خلفية المطالبة بتغيير المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، ثم الأزمة المستجدة مع دول الخليج.
واستطرد: "مخطئ مَن يعتقد أن التعطيل ورفع السقوف السياسية هو الحل وعلى الجميع الاقتناع بأنه لا يمكن لأي فريق أن يختصر البلد والشعب لوحده بقرار يتعلق بثوابت وطنية لا تتبدل".
واستدرك: "مخطئ أيضا مَنْ يعتقد أن بإمكانه أخذ اللبنانيين إلى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي وعلاقاتهم الوطيدة على كل الصعد مع الدول العربية ودول الخليج خاصة، ومع السعودية تحديدا"، دون تسمية جهة معينة.
واعتبر أن "البلاد لا تدار بلغة التحدي والمكابرة، بل بكلمة سواء تجمع اللبنانيين وتوحّدهم في ورشة عمل واحدة لإنقاذ وطنهم، ومخطئ مَنْ يعتقد أنه قادر على فرض رأيه بقوة التعطيل والتصعيد الكلامي على المنابر".