أنجز فريق الرمثا حلماً طالما راود جمهوره، فريق ثابر وسعى بشكل حثيث كي يحصد نتيجة سعيه الدؤوب، متسلحاً بهوية جماهيرية مستقرة وتأييد مستمر لم ينقطع، فكان له انجاز فريقه الذي لعب بكل فروسية وكبرياء.
أسفرت عملية الاعداد الممنهج والتدريب المكثف عن تطوير إرادة اللاعبين لتحقيق الصعب، ولم يدخر اللاعبون جهداً كي يظفروا بالكأس، وهم في هذا الظفر المتوج كانوا على استحقاق الفوز.
الاعداد الجيد لا يكفي، لكن الصبر والمطاولة في التحضير أسفرا عن تحقيق ما كان امنيات منتظرة، كي لا تفوت الفرصة، التي انتهت إلى التتويج البهي. وهذا كله مشفوع بأمل الانتظار الذي طال وصولاً إلى نيل لقب الدوري بشكل استثنائي، فأحال نهايات زمن الجائحة إلى فرح مستحق، وليكن باسم الهوية الوطنية والصعود بالرياضة من قالب الجماعة اللاعبة إلى المدينة الكل.
«فرسان الرمثا» «وفرسان حوران» و»اسود الشمال» كلها مفردات جرى استخدامها بشكل كثيف للتعبير عن الفرح والذود عن حلم التتويج، كأنها هوية رياضية حملت المدينة»الرمثا» التي اثقلتها نتائج النزوح السوري وشكلت عناصر ضغط كبيرة على حياة أهلها. لكنها في حالة الفوز توحدت تحت راية الأزرق الرمثاوي وراية الفرح العميم خرجت من كل ذلك الزمن الصعب.
ليت الرياضة وافراحها تأتي كل مدن الوطن، كي يكون لدينا كل عام مدينة رابحة في سياق الوطن الكبير الذي اثقلته التحديات وعاني الكثير في الأعوام الأخيرة، وهي الرياضة الوطنية المطلوب منها التوحد وطنيا والاحتفاء بالنصر بكبرياء الأبطال. وها هو نادي الرمثاء يغدوا اكاديمية وطنية في التكاتف والصبر والتوحد وينتج الفوز.
ليس وراء نادي الرمثاء إلا كتائب من الجمهور الوفي، جمهور رحل لعمان شباباً وشيبانًا، كي يرسم الفرح الكبير بايقونه اللون والتوق الحوراني للتوقيع في عمان برسم البطولة وبمقولة:» نحن هنا».
ثم كان الدوار وليلته الشهيرة، وفرحة الآلاف ممن أموا المدينة من سهل حوران التاريخي كي يصلوا إلى ساحة النصر وقلب المدينة النابض رجولة وحبا للوطن، فكان النصر هو قمر المدينة الذي اضاء عتمة الشتاء القادم على استحياء ودونما مطر يغسل الأٍرض، فغسلها الابطال بنصرهم، وهكذا رسم أبطال الرمثاء صورة وجودهم كمنافس عتيد ومثابر كي يصل إلى مبتغاه وقد وصل باستحقاق.