زاد الاردن الاخباري -
التقى وفد من الجامعة العربية الاحد، رئيس الوزراء السوداني المعزول عبدالله حمدوك وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان في مسعى لدعم جهود حل الازمة التي يشهدها السودان منذ استيلاء العسكر على السلطة، فيما تواصلت الاحتجاجات في انحاء البلاد للمطالبة بعودة الحكم المدني.
وقالت الجامعة العربية في بيان إن وفدا منها التقى بحمدوك وأجرى ”حديثا مطولا“ بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتقالية والجهود المبذولة لدعم الحوار.
وكان الوفد قد عقد في وقت سابق محادثات مع البرهان. وقال التلفزيون السوداني الرسمي، إن الاخير اجتمع بالوفد الذي يرأسه الامين العام المساعد للجامعة الدول حسام زكي.
ونقل بيان للمكتب الإعلامي لقائد الجيش السوداني عن زكي قوله إن "الوفد نقل رسالة شفهية من الأمين العام (للجامعة أحمد أبو الغيط) تؤكد دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان".
وأكد زكي على "أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الانتقال الديمقراطي".
وأعرب زكي عن "دعم الجامعة العربية للسودان في كل المراحل".فيما جدد البرهان الإعراب عن "التزام القوات المسلحة التام بالتحول الديمقراطي وحرصها على حماية مكتسبات الثورة السودانية وتحقيق تطلعات الشعب".
دعم الجهود لحل الازمة
وكانت الجامعة العربية، التي دعت الأطراف السودانية إلى ”التمسك بالانتقال الديمقراطي“ بعدما استولى الجيش على السلطة، الشهر الماضي، قالت إنها سترسل وفدا رفيع المستوى إلى السودان.
واوضحت الجامعة في بيان، إن ”الوفد مكلف بلقاء القيادات السودانية من المكونات المختلفة؛ بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية“.
وفي 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، ووضع رئيس الحكومة، عبد الله حمدوك، قيد الإقامة الجبرية.كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.
وعقب قرارات الجيش، جرى حوار بين حمدوك والمكون العسكري في السلطة الانتقالية، بواسطة جهات محلية وخارجية، لكنه لم يفض إلى نتيجة تذكر حتى الآن، وفق مراسل الأناضول.
وقبل هذا، كان السودان يعيش منذ 21 أغسطس/ آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.
ودرجت "تنسيقية لجان المقاومة" على تنظيم مظاهرات داخل الأحياء، استعدادا لمسيرات أكبر في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وبحري وأم درمان)، وبقية ولايات البلاد.
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى، عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس عمر البشير، في 11 أبريل/نيسان 2019.
تواصل الاحتجاجات
وفي الغضون، شارك مئات السودانيين في مظاهرات بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم، وأمدرمان ومدن أخرى؛ رفضا لقرارات البرهان، وللمطالبة بالحكم المدني.
وقال شهود إن المئات تظاهروا في أحياء "بري" و"الديم" بالخرطوم و"أمبدة" بمدينة أم درمان (غرب العاصمة)، بالإضافة إلى مدينتي "مدني" (وسط) و"نيالا" (غرب).
وحمل المتظاهرون في الخرطوم أعلام السودان، ورفعوا لافتات مكتوب عليها "الشعب أقوى والردة مستحيلة"، ورددوا شعارات تندد بما أسموه "الانقلاب العسكري"، وفق مراسل الأناضول.
وأغلق المتظاهرون بعض الشوارع في أحياء جنوبي العاصمة بمتاريس وإطارات سيارات مشتعلة.
ومنذ إعلان البرهان قراراته الانقلابية، تشهد البلاد موجة من الاحتجاجات، ويقوم المتظاهرون بإغلاق الشوارع وإعلان العصيان المدني، وواجهت قوات الأمن المحتجين مرات عدة بقمع عنيف؛ أسفر عن مقتل وإصابة العديد من المحتجين.
وبحسب إحصاءات لجنة الأطباء المركزية في السودان، فقد قُتل 14 شخصا منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر.
ونفى البرهان في تصريحات لقناة ”الجزيرة“ مسؤولية الجيش عن قتل محتجين، مضيفا: ”الجيش السوداني لا يقتل المواطنين، وهناك لجان تحقيق لكشف ما حدث“.
ترحيل معلمين معتقلين
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة المعلمين السودانيين الأحد، ترحيل "87 معلما معتقلا" من مركز شرطة "المقرن" إلى سجن "سوبا" جنوبي العاصمة الخرطوم دون أي محاكمات.
وقالت اللجنة في بيان : "ترحيل المعتقلين من المعلمين إلى سجن سوبا دون أي محاكمات".
كما أفادت بـ"تدهور الحالة الصحية للمعلم فيصل حسن بدر، دون أن يتلقى أي عناية طبية حتى الآن، وهو من المصابين بمرض السكري". ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من السلطات السودانية.
وصباح الأحد، أعلنت اللجنة، في بيان، اعتقال 87 معلما ومعلمة، مع "أنباء عن إجهاض المعلمة، هال مختار"، بالإضافة إلى كسر ساق معلمة أخرى، خلال تفريق الشرطة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالخرطوم.
فيما قالت وزارة التربية في بيان، إن "الشرطة أطلقت البمبان (الغاز المسيل للدموع) بكثافة على وقفة احتجاجية نُظمت رفضا لعودة أنصار النظام المخلوع (نظام عمر البشير) لتسلم مقاليد الأمور في الوزارة".