أسماء لا يمكن اليوم اغماض العين عنها أو المرور عن قصصها مرور النسيان والتجاهل، فهم من يصنعون فصلا جديدا من فصول القضية الفلسطينية، ربما تكون أكثرها خطورة، كونها تمس المقدسات والأرواح والمنازل وفي هذه المرتكزات كلها نبض حياة وليس فقط مجرد عناوين لأشكال من الانتهاكات تمارسها قوات الاحتلال الإسرائلي بأبشع صورها خلال الفترة الحالية.
أسماء لشخصيات ولعائلات يجب أن تكتب اليوم على شجرة الحياة، وتستبدل بها كلّ معاني الحرية والنضال في تاريخ البشرية، أسماء منهم حسام علي القواسمي من الخليل الذي بدأ قبل أيام اضرابا عن الطعام مساندة للأسرى المضربين علما بأنه محكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات، الأسرى الستة والذين باتوا رمز نضال لا يمكن أن نجد معنى له في أذهان العالم، إنهم مقداد القواسمة، وعلاء الأعرج، وهشام أبو هواش، ورايق بشارات، وشادي أبو عكر، وكايد الفسفوس، الذين نراقب صمودهم ونضالهم من خلف شاشاتنا الصغيرة فنحن نرى ونتابع عظمة ما يقومون به لنيل حقهم في الحياة، مع اصرار بأن العودة عن نضالهم مستحيلة، وأن مضيّهم في درب اختاروه مستمر فإما الحرية وإمّا الشهادة.
هي معركة الأمعاء الخاوية، التي لا تشبه معارك البشرية ولا نضالها، فهي المعركة التي ترخص بها الأرواح من أجل قضية ووطن وكرامة، من أجل حياة تليق بشعب ما يزال العالم يحيي ذكرى انتزاع حقه في وطنه ممن لا حق له بالوطن ليمنح دون وجه حق لإحتلال من خلال وعد بلفور، شعب يحيا بنفس متقطّع على تراب وطنه يوم للحياة وأيام للنضال من أجل الحياة.
وفي درب فلسطيني آخر، نرى الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، ومنع أهالي الضفة الغربية عند باب الأسباط من الوصول للمسجد، واعتداءات لا تتوقف من المستوطنين على الفلسطينيين أثناء قطفهم الزيتون، وكأن هذه الفرحة في جني الزيتون في موسمه المنتظر منحت للعالم بأسره، ومنعت عن الفلسطيني، مما يجعل من شكل واقع حالهم في فلسطين مليئا بالجراح وللأسف لا يسمعون لأنينهم ردّا سوى من توأمهم الأردن دون ذلك يعود لهم صدى الأنين.
وفي ذات المشهد نرقب جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية في هدم المنازل والعمارات في مناطق مختلفة أبرزها مؤخرا بلدة الطور شرقي القدس المحتلة، وتشريد العائلات التي تسكنها، لينهوا بذلك حياة أطفال وعائلات وأمهات وشيوخ وشباب، ينهوا قصص عمل وبناء ليس فقط لمنازل إنما لأحلام ولغرف أطفال وقد ذهبت ألعابهم في مهبّ رياح الظلم والانتهاكات الاسرائيلية.
انهم الفلسطينيون يا سادة تحت قصف الاحتلال وانتهاكاته وظلمه، وما هذه الأسطر إلاّ قطرات من بحر ظلم يعيشونه بشكل يومي، وبتفاصيل مؤلمة وصلت حدودها لإغتيال الأطفال، والشيوخ، وللأسف لا ردود فعل حيال ما يحدث على أراضيهم سوى من الأردن، الذي يصرّ جلالة الملك على جعل القضية الفلسطينية حاضرة في كل المحافل الدولية، مقدما كل ما يحتاجه الفلسطينيون لدعم صمودهم، ونيل حقوقهم وبتر يد الظلم عنهم.
وها هي لجنة «مهندسون من أجل القدس وفلسطين» في نقابة المهندسين الأردنيين، تصرّ بالتعاون مع اذاعة حسنى اف ام، على أن تشعل قناديل صمود المقدسيين من عمّان لإعمار بيوت البلدة القديمة الآيلة للسقوط أو المهددة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في القدس المحتلة، ودعم صمود المقدسيين والحفاظ على هويتهم، نعم فمن عمّان تقاد قناديل صمود الفلسطيني بانتظار أن يسمع انين وجعه العالم ويحرّك ساكنه لجهة وقف انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي، وانصاف الفلسطيني الذي ما يزال يعيش تحت الاحتلال الوحيد المتبقي بالعالم.