وبناء على هذه المعطيات فان السياسية العامة لكل مجتمعات المنطقة ستقوم بتحديد اولوياتها بما يسمح لها التعاطي مع المستجدات التى فرضتها التحديات الاربعة وذلك وفق برنامج عمل اقليمي يشكل فيه كل تيار نموذج التعاطي مع هذه المستجدات فان التعامل الذاتي مع هذه التحديات الكونية والعالمية سيصعب على كل دولة منفردة تحقيق نتائج امنة وفاعلة وهذا يتطلب من الدول الواقعة تحت درجة التاثير الحاصل أن تعمل على ما يلي :
اولا. توفير المستلزمات الصحية اللازمة وايجاد اطر طبية مساندة وتشكيل مرجعية صحية وبائية تقوم على بناء قنوات تشابك وتواصل مع المراكز الطبية والصحية العالمية بما يمكنها من الوقوف على كل حيثية ومتابعة مجريات متغيرات الحواضن الوبائية بطريقة ذاتية ومن خلال روابط تواصل اقليمية تعملان معا من اجل للحد من تبعات الحواضن البيولوجية المتغيرة .
ثانيا . العمل على ايجاد مخزون استراتيجي للدولة وزيادة منسوب الامن الغذائي ليصل الى مستوى يقارب التسعة اشهر فى الحد الادنى ولما يتطلبة هذا الجانب من اعداد بنية تحتية ولوجستية فان مباشرة العمل وفق ذلك يعد من الامور المفيدة ذات الاولوية وكما وان العمل على تعميد الاردن لتكون مركز الامن الغذائي فى المنطقة سيشكل عامل امان للجميع وسيجعل من دول المنطقة تتوحد للتعاطى مع مستجد يهدد السلامة البشرية لما لهذا العامل من اهمية فى رفد المخزون الاستراتيجي للدول وتامين احتياجات المجتمعات .
ثالثا. واما التحدى الاخر فهو تحد يشكل خطرا على المحتوى الاجتماعي وهذا يتطلب من المجتمعات المؤطرة ضمن تيار اقليمي واحد العمل على حل مشاكها البينية بخطوات تحقق روح الشاركة ولا يقف عند نصوصها فان الشراكة الامنية والعسكرية التى تربط هذة المنظومة بعضها ببعض باتت تعتبر اكبر ضامن لامان هذه الدول ومجتمعاتها وما هو مهم ايضا وقف حالات التمادي من جهة والقرارات الاحادية التى لا تخدم مرحلة كما لا تحقق فائدة استراتيجية فان عناوين الشراكة من المفترض ان تكون اقوى من النزعات الذاتية والمعادلات الشخصية الانتخابية منها او الشعبية فان اسقاطات العامل الافتراضى ستكون ضاغطة من اسفل الى اعلى وان كانت مؤطرة من اعلى الى اسفل.
رابعا. واما التغيير الذى سيطرا على الجملة السياسية فهو تغيير افقى لن يكون راسي فالولايات المتحدة ستبقى تشكل ذات المرجعية السياسية لكنها ستقف على مسافة واحدة من جميع المحاور وستقوم بالاقتراب من هذا الطرف او ذاك حسب طبيعة المرحلة ومقتضياتها وهذا ما سيعطى مساحة اوسع للاطر الاقليمية المشاركة والداخلة فى اتون تشكيل النموذج بناء علاقة طبيعية وسلمية عبر المسارات التنموية من واقع سياسي مباشر يبتعد عن الالتفاف والمرحلية فى العمل بنا يؤدي الى مواجهة المشكلة والقيام بحل عقدة المشكلة وذلك من اجل خلق نماذج ثقافية جديدة تسهم فى بناء ما يراد انجازه .
اذن العالم سيستهل بمشوارة السنة القادمة لاستقبال تداعيات وانعكاسات الازمات العالمية التى يبدوا انه تم التوافق على تحديدها وهذا ما يضيف اعباء حكومية ومعيشية على كاهل الافراد والحكومات فى ظل هذه المعطيات التى تشكل فرصة لمصالحة حقيقية بين الانظمة والمجتمعات كما بين الاطار الاقليمي الواحد فان حياة الانسان اسمى من وازع السيطرة وان وجود الجميع فى قارب واحد يحتم على الجميع حفظ امن القارب وتجفيف منابع كل مناخ يساعد على الاشتعال فان مشاركة الجميع واجبة من اجل سلامة المجتمعات وسلامة الانسان وامان معيشته.