زاد الاردن الاخباري -
أخفقت ولا زالت تخفق كل محاولات قيادة حماس في تأمين زيارة رسمية وبطابع سياسي لقادة الحركة الى العاصمة الاردنية عمان وسط انطباع مستمر ومتواصل بأن الجانب الأردني يقرر حتى الان على الاقل الوقوف عند بعض الاتصالات التي جرت مع قيادين في حماس بدوافع شخصية او انسانية ليس اكثر.
ويبدو واضحا لجميع الأطراف المعنية في عمان بملف حركة حماس تحديدا بان الاندفاع الذي حصل مؤخرا في العلاقات الاردنية القطرية قد لا ينسحب على موقف الاردن الحالي وتموضعه الدبلوماسي في ملف قادة وحركة حماس حيث تفيد معطيات معلوماتية بان الدوحة لم تطلب من الاردنيين اي شيء له علاقة بتطوير لاتصالاتهم مع حركة حماس فيما يصر الاردن على بقاء ملف حركة حماس في المستوى الامني وليس السياسي بعد.
ورغم حصول اتصالات قبل عدة اسابيع بين مسؤولين اردنيين من بينهم جنرالات امنيون وبين رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ اسماعيل هنية الا ان الفيتو السياسي على تطوير العلاقات لا يزال ناشطا في عمان فيما تحرك “الفيتو الأمني” قليلا مؤخرا وشهد تحسنا طفيفا مع توفر القناعة بان مصر والسعودية قد لا يعجبهما اي محاولة أردنية للتقارب الرسمي مع حركة حماس.
وجرت اتصالات ايضا بين سياسيين اردنيين من بينهم بعض قادة الاخوان المسلمين تحت عنوان تنويع الاتصالات التي لن تشهد اي انطلاقة رسمية او في الاطار الرسمي.
وسمح مؤخرا لقادة حماس بزيارة عمان واجراء بعض النشاطات انسانية الطابع على هامش تشييع جثمان القيادي الاردني في الحركة المهندس ابراهيم غوشة.
وبقي حسب المعلومات الشيخ إسماعيل هنية على الانتظار وهو يدفع باتجاه استقباله بصفة رسمية في عمان ضمن الجولة العربية والاسلامية التي قام بها مؤخرا بعد المواجهة العسكرية الاخيرة مع اسرائيل.
لكن طلب الشيخ هنية في هذا الاتجاه لم يلبى اردنيا بعد مما يوحي ضمنيا بان اجراء علاقات رسمية وسياسية مع حماس اردنيا ليس ضمن الاولويات الان وان كانت بعض القنوات في مسارها الامني قيد الخدمة والتفعيل بين الحين والاخر وقيد تبادل التقديرات في بعض المفاصل.
ولا يوجد في الأفق السياسي ما يوحي بعد بان عمان مهتمة باتصالات مع حركة حماس في هذه المرحلة وان كانت هذه الاتصالات قد تحصل في مرحلة لاحقة استنادا الى الحسابات الفلسطينية والسياسية الدقيقة للأردنيين.
وكان التواصل رسميا مع حركة حماس قد اصبح مطلبا شعبيا لقطاعات كبيرة من الاردنيين خصوصا بعدما طالب القطب البرلماني الاردني خليل عطية بشمول الاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال باي صفقة لتبادل الاسرى تقرها حركة حماس فيما استجاب القيادي في الحركة خالد مشعل لمطلب عطية علنا وابلغه حسب الثاني بان الاسرى العرب والاردنيين خاصة ستتعامل معهم حركة حماس مثل بقية الاسرى الابطال الفلسطينيين.
ويؤسس ملف الاسرى هنا لسمعة شعبية تزيد من رصيد حركة حماس وسط البنية الاجتماعية الاردنية خصوصا وان القنوات الامنية خلف الستارة مفتوحة بين الجانبين لا بل تضمنت مؤخرا تبادلا لتقديرات سياسية ومعلوماتية.
كما تضمّنت سلسلة تأكيدات من جانب حماس بالحرص على المصالح العليا للدولة الاردنية لكن الانطباع سياسيا متواجد بقوة تحت عنوان صعوبة التسريع بخطوات تطبيع مع حركة حماس رسمية الاطار بسبب غموض مستقبل الملف الفلسطيني وسعي الاردن احتياطيا لعدم اتخاذ اي خطوة قد تساهم في اثارة حساسيات بمالح استراتيجية له او قد تؤدي في الحسابات الاردنية العميقة الى تعقيد امور حركة فتح والسلطة الفلسطينية.