زاد الاردن الاخباري -
أكد جيش تحرير اورومو المتحالف مع جبهة تحرير شعب تيغراي ان قواته اقتربت من العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، متوقعا أن تنتهي الحرب بالانتصار على القوات الحكومية "في وقت قريب جدا".
وقال جال مورو، قائد جيش تحرير اورومو، وهي جماعة مسلحة من إتنية أورومو، إن المقاتلين الموالين للحكومة بدأوا بالانشقاق، مضيفا: "ما أنا متأكد منه هو أن الامر سينتهي قريبا جدا".
وأكد "نحن نتحضر من أجل انطلاق آخر وهجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت ويحاولون إثارة حرب أهلية في البلد ولهذا يدعون الشعب للقتال".
وبعدما أعلنوا في نهاية الأسبوع الماضي استعادتهم مدينتين استراتيجيتين على مسافة 400 كلم من العاصمة، لم يستبعد مقاتلو جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفاؤهم من جيش تحرير أورومو الزحف نحو أديس أبابا.
وقال جال إن مقاتليه باتوا أقرب- نحو 40 كم عن أديس أبابا، و "لم يتراجعوا حتى مسافة شبر واحد" من الأراضي التي يسيطرون عليها.
وبحسب جال فإن جبهة اورومو "لا تشكل خطرا" على المدنيين العاديين ولكن يجب "إزالة" ايبي أحمد وحزبه "الازدهار" بشكل كامل لبدء المصالحة.
وتابع "سنجعل اثيوبيا، وليس فقط اثيوبيا بل كل منطقة القرن الأفريقي مكانا مسالما ومستقرا للغاية للعيش فيه. أنا واثق للغاية أنه لن يكون هناك نزاع بعد نظام أبيي أحمد".
واتهم جيش تحرير اورومو بارتكاب عدة مجازر بحق مدنيين من اتنية الأمهرة- الأمر الذي ينفيه.
- طوارئ للدفاع عن اديس ابابا -
من جهتها، تنفي الحكومة أي تقدّم للمتمردين أو تهديد للعاصمة. إلا أنها أعلنت حال الطوارئ وطلبت سلطات أديس أبابا من السكان تنظيم أنفسهم للدفاع عن المدينة.
وتجمّع الأحد عشرات الآلاف من سكان العاصمة في ساحة مسكل الشهيرة دعمًا للحكومة وتعهّدوا بالتصدي للمتمردين.
وأكد رئيس الوزراء ايبي أحمد الإثنين على تويتر "في الوقت الذي نختبر فيه على جبهات عدة، فإن عزمنا الجماعي على اتمام المسار الذي باشرناه، يقوينا".
وأعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة الجمعة بينها جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير اورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة أبيي أحمد.
وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الأجهزة السياسية والأمنية في إثيوبيا لحوالى ثلاثين عامًا، بعدما سيطرت على أديس أبابا وأطاحت النظام العسكري الماركسي المتمثل بـ"المجلس العسكري الإداري الموقت" في 1991.
وأزاح أبيي أحمد الذي عُيّن رئيسًا للوزراء في 2018، الجبهة من الحكم فتراجعت هذه الأخيرة إلى معقلها تيغراي.
بعد خلافات استمرّت أشهرًا، أرسل أبيي أحمد الجيش إلى تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 لطرد السلطات الإقليمية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتّهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 شباط/نوفمبر. لكن في حزيران/يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
- حملة قمع -
وفي الغضون، اعربت لجنة حقوق الإنسان في اثيوبيا الإثنين عن قلقها من إزاء حملة قمع شاملة في العاصمة أديس أبابا منذ الإعلان عن حالة الطوارىء في البلاد منذ 2 من تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت اللجنة إنها "تحققت من شن اعتقالات بطريقة تستند إلى الهوية والعرق" وتشمل أمهات مع اطفال وكبار في السن.
ودعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا في وقت يشهد النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية في شمال البلاد تصعيدًا. وأمرت الحكومة الأميركية السبت دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة إثيوبيا.
وأعلن الممثل السامي للاتحاد الإفريقي للقرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو الإثنين في جلسة للدول الأعضاء في الاتحاد وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق، لكن هناك عقبات كبرى.
والتقى اوباسانجو الأحد زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل.
لكن يقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات لحين رفع القيود المفروضة على المساعدات إلى الإقليم، بينما ترغب الحكومة في انسحاب المتمردين من منطقتي عفر وامهرة قبل أي شيء.
وأكد دبلوماسي مطلع حضر الجلسة الإثنين "ما فهمناه (من أوباسانجو) هو أن الجميع منفتح قليلا لتسوية سياسية ولكن من غير الواضح" كيف يمكن سد الفجوات.
ومن جانبه، أكد جال مورو، قائد جيش تحرير اورومو -أن الجبهة كانت "تمد يد السلام" لرئيس الوزراء منذ قدومه إلى السلطة عام 2018، لكن المحاولات باءت بالفشل.
وأوضح "الخيار الوحيد المتبقي هو التعامل معهم باللغة التي يعرفونها".