الكاتب الصحفي زياد البطاينه - كنت أخاف بشدة من مرافقه زملائي الطلبه في رحله مدرسيه ليس خوفاً من حوادث موسمية فقط، بل مما نشهده من حوادث غير مبررة....و لأنى كنت أعلم جيداً ان طرقنا لاتصلح للمشي
عليها حتى لاصيف ولاشتاء كما هو الحال داخل المدن حين يسير الراجل بالشارع بينما الارصفه تحتلها البضائع
و اعلم ان الضرائب يقلابلها خدمات والمنح والهبات تاتي للانفاق على البنى التحتيه .....الا انها غير مراقبه كيف واين ومن
من هنا ربما خوفي كان مبررا سيما اني قليل الحركه ولندرة سفري بالباص او السياره وانا الذي جبت مدن العالم وصادقت شوارعها وافترشتها ودائم الحنين اليها ، وتمنيت ان ارى شوارعنا مثلها ...
إلا ان عقده الخوف عادت وبقوة بعد حادثه البحر الميت قبل مده ،وما يجرى على طرقنا من ماسي ...تخيلت نفسى ضحية من تلك الضحايا مع انني اؤمن بالقدر وحكمه الا ان لكل حادث سبب ومسبب... فلو كانوا اتهموا أحد السائقين بالجنون كنت سأقبل هذا،..... لكنه وللأسف فهو ناتج عن إهمال لا يغتفر وتسيب مزمن فى البنى التحتيه اين اتجهت ولا مبالاة عتيدة لدى مسؤوليها
تلك الاجساد البريئه التى حملتها بالامس الامطار والسيول بالامس والقت بها بين الاوحال وتحت الصخور من ركبت السيول صارخه مستغيثة .... تلك الطهارة ودموع الثكالى لم و لن تجففها قرارات ولا عتاب ولا تبريرات ولا تحميل تلك الجهه وتلك المسئوليه ، كما أن جروح المصابين لن تداويها استجوابات مجلس النواب ... وتبريرات الاشغال والتربيه والسياحه والخلاف على تسميه المسار... فالكل متهم .....من هنا ، كان لابد من مسئول يحاسب او يكون حتى مشجبا تعلق عليه التهمه
نعم كنت قد نبهت الى خطورة الوضع حين ستتساقط حبات الخير فتتحول الى ماسي واحزان والام وتشريد وبرك واوحال كما هو بالماضي الذي مازال يعشش بالاذهان حيث تبدا رحله البحث عن المسؤول والبحث عن شماعه نعلق عليها الاخطاء فكل عبارات القدح والذم التي يعاقب عليها القانون أو يجيزها لم تعد تليق ببعض المسؤولين في النواحي الخدميه
حقا فالامطار التي تهطل ليست مفاجاه او مباغتة، لا في توقيتها ولا في غزارتها، حيث تسبقتها اخبارها وتصل كل اذن وتقراعنها كل عين تقشع كيفلا والكل متلهف لرؤيه الغيث ... وتكون امتحانا تخضع له كل الدوائر الخدمية لاجهه بعينها فكلهم راع وكل مسؤول والوضع يحتاج لتقييم واعداد ونتائج ملموسه ... يفترض ان يكون هذا الموسم كافيا ليحرك فيهم النخوه والواجب لاتخاذ تدابير الحيطة والحذر على كل المستويات او للتاكيد على مصداقيتهم وقدرتهم وكفاءتهم وحملهم المسئوليه للتعامل مع الحدث مهما ضغر او كبر .
لكن، وكالعادة وبكل اسف كل عام تغرق شوارع المدن والقرى الارياف والبوادي وليس العاصمه وحدها وتتحول شوارعها الى برك واوحال ومياه اسنه قذفتها مناهل الصرف الصحي واختلطت بمناهل الامطار وانسابت تشكل تهديدا للبيوت والسكان تنساب الامطار في كل الاتجاهات، تحمل الاتربه والانقاض والنفايات التي كانت متكدسة بالشوارع من زمن ولم يفطت لها احد لتغمر مساحات واسعه وتكون ملهاه للباحثين عن صيد او علبه بيبسي او شئ اخر في مشهد معيب وصادم لم يسبق له مثيل، وينطوي على الكثير من المخاطر الصحية والبيئية.
واذا كان التقصير فضيحة كفيلة بإسقاط بعض الدوائر الخدمية في أية دولة تحترم نفسها وشعبها، فانها في الاردن وهو الاول في دفع الضرائب تتعدد وتتلون تسمياتها وبالمقابل هو الاول بادنى الخدمات التي تقدم فلا شوارع بالمدن والقرى سفلتت او رقعت عمليا ولا مطبات ازيلت ولا لجان عملت على فتح المسارب اللازمه وتفقد اشارات المرور وحتى الكاميرات ولامناهل تم تفقدها ولا مخابز ولا محطات وقود ولامراكز صحية ولا غرف طوارئ تتنبه لها ذوي الاختصاص وتمر كل هذه بلا مساءلة ولا محاسبة، لتكتمل بذلك المأساة الوطنية التي صار وسيصير الشعب ضحاياها ووقودها.
ان رؤيه منظر الشوارع التي تتحول لبرك واوحال ونفايات وتهديدها للمساكن والمواطن وللممتلكات كل عام هو مشهد مخز ومعيب في زمننا وظرفنا يشكل دليلاً فاضحاً على العجز الكامل لكل الدوائر الخدمية المسؤوله عن إدارة الشأن العام
واللافت للانتباه أن وزراء ومسؤولين قد يستبقون الموسم بالتحذير ويعلنون عن خطط واستعدادت وبرامج وتحذو معظم البلديات حذوهم بالترويج الاعلامي في المقابل، يشدد المحافظون والحكام الاداريين على أهمية تبني خطة الطوارئ المعلنه من كل منهم والتي يفترض ان يبدأ تطبيقها قبل موعدنا مع موسم الامطار
فيظهر العدز واضحا والاستعداد يكون متاخرا والموازنات شحيحه
لا أريد أن أبدو أكثر تشاؤماً هذه السنه وانا استمع واقرا عن متاخذه البرك والقنوات والشوارع من ارواح ... مادام راس الهرم قد اهتم ويهتم اكثر من كل انسان فينا حتى وان أظهرت لكم مخاوفى بأن المتهم المسئول عن هذا هذه المرة موجود ولن يستطيع الإنكار،
إنها البنى التحتي ومن يشرف عليها ويسلم ويستلم وسيتم محاكمة روحها بتهمة كشف عورات طريق متهالك ظاهرة عليه العورات التى لم تستطع أن تخفيها االسيارات الفاخرة ولا تصريحات المسئولين والقادرة على تجاوزها والسير بها
ولاول مرة في حياتي والناس تصلي صلاه الاستسقاء تمنيت ان يتاخر موسم المطر بعد ان كنت اتمنى كما يتمنى المزارع المتلهف لرؤيه الغيث ان ياتي الغيث مبكرا... قبل ان ارى شوارعنا وعباراتنا وسيولنا واوديتنا جاهزه لاشتقبال مياه الخير
سيما و ان بدات ورش العمل التابعه للاشغال العامه والبلديات بايعاز وتاكيد ومتابعه من وزير البلديات
تحاول معالجة بعض الخلل في الشوارع النافذه والحارات والازقه وللأسف الشديد أنه ياتي هذا متاخرا وتظهر الايام ما كان وتكشف الرشوات والاختلاسات والفساد على اصوله ببعضها حيث ان الشوارع غير مؤهله لاستقبال الامطاروحتى السائريت عليها وبعد قكلما جاءنا الخير وهطلت الأمطار ولو لوقت قصيرنبدا العمل في ظروف غير سليمه وباوقات عير صحيحه بعد ان تظهر عيوب التنفيذ ويظهر معها الخلل الواضح في مشاريعنا الخدمية... وخاصة مايتعلق منها بشبكة الطرق العامة الرئيسية أو الفرعية ولاسيما الشوارع داخل المدن والمحافظات وحتى خارجها . والتي لايسلم منها سائح ولاضيف ولا زائر لاطفل ولاشيخ
حيث تتحول خلالها الشوارع والساحات الرئيسية الى بحيرات وأنهارواوحال وتتسبب بحصول كوارث وأزمات سيما وان بعضها لاتجد فيه اشاره تحذيراو اشاره ضوئيه او لمبه وكانها مواقع سياحيه اردنيه لاتستطيع المرور اليها او رؤيه ماتحتضنه اوالنتائج ولم تبني على تقييم صحيح يعالج الوضع بعد ازدياد اعداد السيارات واتساع حركه البناء والاوضاع الجديده وعمر الجسور ومدى صلاحيتها التي توجب اعادة النظر فيها و في المسارب والطرق والاشارات المروريه ..!
فنحن دافغي الضرائب التي هي بالاصل تقابلها خدمات
هذا الواقع جعلنا نتسائل عن ما قيل ويقال عن حجم الجهود التي تبذلها الوزارات والدوائر والمؤسسات ذات الاختصاص الاشغال والبلديات والمحافظات ودوائر الخدمات التابعة لها
وخاصة عندما تعلن عن إجراءات وأعمال الصيانة الشاملة للبنى التحتيه و للمصائد المطرية وفتحات الخدمات في الشوارع والقيام بتنظيفها قبل قدوم فصل الأمطاربايام او بساعات ....واستعدادا لموسم الشتاء لكن وللأسف الشديد.. نصاب بالصدمة والدهشة حين نجد جسورنا تتهدم و شوارعنا وساحاتنا العامة تغرق في بحيرات من مياه الأمطار التي نادراً ماتفلح الجهود معها لتصريفها وتسليك المجاري التي تهدم الجسور وتغلق العبارات وتكتسح الاخضر واليابس و تصل البيوت وتهدد حياه المواطنين وممتلكاتهم و تسد بالأوساخ والنفايات المحمولة بمياه الأمطاروالصرف الصحي المختلط بها وتسد كل المعابر ويحتار الراجل والراكب الى اين يمضي .. وهذا يدل على أن ادارة الازمات ونهجها ليست كما يجب..
وأنها لاتعدو أكثر من بهرجة إعلامية لتنظيف صفحات البعض ضمن خطط التقييم لمجالس المدن ودوائر الخدمات وقد يتم ذلك على حساب نوعية العمل وحسن أدائه..
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أمام هذه المظاهر المزعجة فعلاً..
من المسؤول عن سوء التنفيذ أولا..?
ثم عن أعمال الصيانة الدورية التي من الواجب إجراؤها كل عام وقبل حلول موسم الأمطار..? علما أن هناك مبالغ طائلة تصرف ونفقات إضافية على مشاريع الخدمات وتكون النتائج كما يشاهدها الجميع باستثناء المسؤولين..لمنشغلين بهمومهم واحوالهم
وإلا لما تكررت هذه الحالات..!
اما شوارعنا الحافظ الله المطبات التي كالجبال وكان الاشغال والبلديات قد اتفقوا مع الميكانيكيه والبنشرجية لتغيير سنوبرسات وبيضات وجوزات ودواليب او الحفر التي تسقط بها السيارات دون انتباه لعدم وجود حتى اشارة ارشاد ......او عيون القط كالسكاكين تفعل فعلها بالدواليب او او وما ان يبدا الموسم المطري حتى تجد الهمه عاليه عند مسؤولينا وكل يعلن عن خطة وبرامج على الورق والعمل على ودنه ...حفريات طمم زفته للترقيع طبعا رقع تحملها الامطار والدواليب مع اول شتوه ....لانها غير مطابقه للمواصفات ولا تتناسب مع المطر ناهيك عن المناهل المغلقة بالاصل ومزفت عليها لترتفع المياه لتصل المساكن حامله النفايات المتراكمه هنا وهناك كالجبال الخ مما يؤكد من جديد أن بلدياتنا ودوائرنا تبدا عملها بالوقت الضائع والعليق لايفيد وقت الغارة اليس كذلك يافرسان العطاء كما ان المواصفات والمقاييس المطلوبة لاتزال غير متوفرة في معظم مشاريعنا وخاصة الطرقية منها .....وبالتالي نحد من حوادث الطرق التي باتت تحصد آلاف الضحايا كل عام...
وأخيرا كلنا أمل أن يعم الخير والعطاء أرض الوطن.... وأن تتحول مياه الأمطار إلى نعمة وليس الى نقمة إذا لم نحسن استثمارها .