زاد الاردن الاخباري -
اليوم.. كنتُ أحد زائري المعرض الدولي الشهير ( #اكسبو 2020 ) المقام حالياً في #دبي… وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا.. وشمال افريقيا.
كنتٌ في حقيقة الامر توّاقاً للوصول الى الجناح الأردني في المعرض, وكنت استعجل الوقت لهذه اللحظة.. الا ان اجنحة مختلف الدول المشاركة تأخذك بشكل متسلسل من خلال ممرات طويلة وجميلة .. ولفرط جمال تصاميمها لا تستطيع ان تتجاوزها دون ان تعرّج على مختلف اقسامها..
وبعد وقت ليس بالقصير وصلت انا وصديقي الى جناح الوطن… وإليكم الصورة التالية: رجل افريقي يجلس على مكتب الاستقبال.. يرشدك الى ممر ضيق الى الداخل.. بعد خطوات بسيطة تدخل (القاعة الرئيسية) في الجناح الأردني غرفة مساحتها (4×8) متر على الأغلب… رجل يقوم بتعبئة زجاجات بالرمل الملوّن.. رفوف بسيطة تحمل بعض التراثيات:( شماغات.. عُقل.. عُلب بقلاوة.. خشبيات.. علب شطرنج… الخ). رجل آخر يقف خلف كاونتر لا ادري ما هي طبيعة عمله.. ثم المخرج الرئيسي.
كنت اقول لصديقي لابد ان هناك قاعات أخرى.. اقتربت من الرجل الذي يقف عند المخرج وسألته: هل هذا هو كل المعرض الأردني؟ قال وهو بقمة الاستحياء.. نعم.
وخرجنا.
لستُ بصدد جلد الذات, ولكنني أتساءل, هل يستحق الأردن الذي تجاوز عمره مئة عام ان يُعبَّر عنه في محفل دولي تحضره (192) دولة بهذه الطريقة المُشينة؟ هل تم اختصار الوطن بزجاجات الرمل الملوّن..؟
هل من المعقول ان تدخل بيت الوطن لتجده فارغاً تماماً من الزوار في الوقت الذي تضطر فيه للانتظار نصف ساعة على الأقل حتى يتاح لك الوقت للدخول الى اجنحة بعض الدول الأخرى بسبب زحمة روّاده؟.
هل من المنطق ان أقارن مثلاً مع جناح دولة مثل فلسطين: 3 طوابق، شاشات عرض تملأ كل الجدران، ادلّاء يتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة يقدمون لك ايجازاً مفتخراً عن بلادهم… أماكن تراثية تقدم لك خبز الطابون والاكل الفلسطيني التقليدي الذي يتم صنعه للتوّ.. و و و ..الخ.
هل لي ان اتحدث عن دول أخرى؟ ام ان المجال يضيق؟
واخيبتاه.. واحُرقتاه.. وحاسرتاه.
لك الله يا وطني.. لم تكن في يومٍ من الأيام كما انت اليوم.
هذا ما كتبه الدكتور نايل حسن العجارمة