عندما نقول عن شخصية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، شخصية شاملة نحن لا نجافي الحقيقة بل نصيبها في جوهرها، شخصية تتمتع بالقبول السياسي والاجتماعي والعسكري، اضافة للشعور بأنها شخصية قريبة وكأنها أحد أفراد أسرتنا، يضاف لكل ذلك هيبة الهاشميين.
ولي العهد، سمو الأمير الحسين الحديث عنه ليس سهلا، فهو الأمير الشاب أمير القلوب، هو الفارس الهاشمي كما وصفه جلالة الملك عبد الله الثاني عند ترفيعه إلى رتبة نقيب في الجيش العربي، عندما كتب جلالته في تغريدة على حسابه تويتر (ولدي الحسين، تمنياتي لك بالتوفيق والسداد بمناسبة ترفيعك إلى رتبة نقيب في الجيش العربي المصطفوي، لتمضي إلى الأمام مع رفاق السلاح وتبقى الفارس الهاشمي الذي نذرته لخدمة وطنه وشعبه الأردني الوفي وأمتيه العربية والإسلامية)، نعم، فهو الحسين ابن الملك عبد الله الثاني، والفارس الهاشمي، وهو من نذره والده لخدمة وطنه وشعبه وكذلك للأمتين العربية والإسلامية، وهذه هي الفروسية .. فروسية الهاشميين التي ابتكرت مفاهيم خاصة لا تشبه سوى الهاشميين.
الحسين بن عبدالله، شكّل حالة الأسبوع الماضي، خلال زيارة سموه لجمهورية مصر العربية، حيث شكّلت الزيارة علامة فارقة بين أحداث العام الحالي، لما تضمنته من ثراء في اللقاءات والمحطات التي شملتها، ولقاء سموه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه «فخامته» بالضيف العزيز، وقال «سعدت بلقائي مع سمو الأمير الحسين بن عبدالله، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، الذي حل ضيفا عزيزا على مصر للمرة الأولى.. وقد لمست من سمو الأمير روح الشباب الواعد والملم بالقضايا المعاصرة للأمة وسبل معالجتها»، هي شهادة رئيس الشقيقة الكبرى «المحروسة» بسمو ولي العهد الشخصية الشاملة والجامعة لكل ما هو ايجابي ومختلف وعلى كافة الصعد، هو الحسين بن عبد الله الثاني.
زيارة سمو ولي العهد الى الجمهورية المصرية وما تضمنته من تفاصيل سياسية ودينية واقتصادية وسياحية واعلامية، لا يمكن المرور على اهميتها في قراءة واحدة، إنما تحتاج قراءات جوهرية متعددة، فهي تعدّ مرجعية ليس فقط للعلاقات الأردنية المصرية التاريخية، إنما أيضا للعلاقات العربية العربية المثالية، وشكلا جديدا لنشاطات سمو ولي العهد والتي وصفها مراقبون بأنها حالة سياسية تاريخية، ورغم أنها الزيارة الأولى لسموه «للمحروسة» إلاّ أنها كانت الأكثر حفاوة من قبل الأشقاء المصريين لمسؤول عربي واجنبي، لأهميتها وأهمية مضامينها.
جولات سموه خلال الزيارة شكّلت رؤى خاصة بسموه عكست عبقرية تفكيره، بدءا من الجانب السياسي، مرورا بالديني، والاقتصادي والاعلامي وكذلك السياحي، زيارة فتحت آفاقا جديدة بروح شبابية من الأمير الشاب، على أصعدة مختلفة، وصنعت حدثا هو الأهم خلال هذا العام، على مستوى اقليمي وعالمي، هي بمعنى الكلمة زيارة الحسين التي رأينا بها جميعا عبقرية الأمير الشاب.