زاد الاردن الاخباري -
لدى سيف الإسلام القذافي الذي قدم الاحد، ترشيحه لمنصب الرئاسة في ليبيا، خطة سرية للفوز بدأت خيوطها بالتكشف، وترتبط بعشيقة سابقة وشركة اسرائيلية للدعاية سجلت مؤخرا كيانا لها في الامارات لغاية ادارة حملته الانتخابية من هناك.
وأكدت المفوضية العليا للانتخابات في بيان أن سيف الإسلام، نجل الزعيم معمر القذافي الذي قتل خلال ثورة 2011، قدّم "أوراق الترشح لرئاسة الدولة وتقدّم بمستندات ترشحّه إلى مكتب الإدارة الانتخابية في سبها (في جنوب البلاد)، مستكملا المصوغات القانونية".
وعلى الرغم من إعلان المفوضية استكمال سيف الإسلام القذافي "المسوغات القانونية" لعملية تقديم ترشيحه رسمياً للانتخاابت المقررة نهاية الشهر المقبل، يظل الوضع القانوني لنجل القذافي المحكوم في ليبيا بالإعدام، والمطلوب من القضاء الدولي، محل جدل.
فقد أمر الادعاء العسكري الليبي مفوضية الانتخابات بوقف إجراءات ترشح سيف الإسلام القذافي وكذلك رجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر لانتخابات رئاسة البلاد، "إلى حين امتثالهما للتحقيق" في جرائم قتل منسوبة اليهما.
وايضا سارعت المحكمة الجنائية الدولية الى تاكيد أن مذكرة التوقيف بشأنه لا تزال سارية المفعول.
وظل ظهور ومكان وجود سيف الإسلام القذافي طيلة السنوات الماضية غامضين، وأحاط تحركاته بالسرية الى حد كبير، خوفاً على الأرجح من التعرّض له، لا سيما أنه كان من أبرز أركان نظام والده الذي انقلب عليه الليبيون.
سيف الإسلام .. مشروع سياسي طموح
على ما يبدو، فإن سيف الإسلام الذي يعي كل هذه المعيقات، لديه ما يكفي من القناعة بقدرته على تذليلها، وايضا في جعبته خطة لادارة حملة انتخابية غير مسبوقة في تاريخ البلاد للوصول الى الرئاسة وتمرير مشروعه السياسي.
المحلل السياسي عماد جلول يلخص ما سبق قائلا ان "سيف الإسلام يعرف جيداً أن أحكام القضاء في ليبيا لا تحظى بقوة على الأرض لتنفذ، ويعوّل على المناخ المنقسم بين الأطراف المختلفة، ليقدّم مشروعه السياسي الطموح".
ويضيف ان مشروع سيف الاسلام يتمحول حول تقديم نفسه على أنه "المنقذ لليبيين من الصراع المستمر على السلطة".
وغرقت ليبيا في الفوضى بعد ثورة 2011، وتسعى حاليا الى تجاوز هذا الفصل بعد حوار سياسي أطلق في نوفمبر 2020 بين الأطراف الليبية في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وأدى الى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية يفترض أن تشرف على الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر، تليها البرلمانية في يناير من العام المقبل.
وفي خضم الفوضى التي تعيشها البلاد، يبرز سؤال كبير حول كيف سيدير سيف الاسلام حملته الانتخابية، وبما يضمن له الفوز؟. بالتاكيد لديه خطة ما، ولكن ما هي؟
جزء كبير من الإجابة جاء من تل ابيب، عندما نشرت صحيفة اسرائيلية الشهر الماضي، معلومات كشفت فيها عن أن كلا من سيف الإسلام، والمشير خليفة حفتر تعاقدا مع شركة إسرائيلية للدعاية لتولي الحملة الانتخابية بهدف الترشح للرئاسة.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن أحد أبناء حفتر قد وقع مؤخرا العقد مع الشركة، التي أدارت بنجاح حملات في إسرائيل وحول العالم، بما في ذلك حملات لرئاسة الحكومة والدولة.
وأضافت الصحيفة أن الشركة تلقت فيما بعد طلبا من سيف الإسلام عن طريق عارضة أزياء تعيش في دبي !.
وقالت الصحيفة نقلا عن "شخصيات بارزة في الخليج"، إن الشركة سجلت كيانا جديدا لها في الإمارات بحيث يكون لها كيانان منفصلان يديران الحملات. وتقدر قيمة كلا العقدين بعشرات ملايين الدولارات.
أورلي فينرمان
بقدر ما قدمت الصحيفة الاسرائيلية من معلومات، فقد حركت ايضا تساؤلات جديدة. فمن هي العارضة وما هي علاقتها بالمرشح سيف الاسلام ؟
الشخصية الاولى المرجحة هي العارضة الاسرائيلية أورلي فينرمان، التي صرحت سابقا انها كانت على علاقة عاطفية مع سيف الإسلام القذافي. وان كان من غير المعروف ما اذا كانت تعيش حاليا في دبي او انها انتقلت اليها من اجل اتمام مشروع انتخابات عشيقها السابق، علما ان المعروف عنها انها تقيم في البرازيل.
وكانت أورلي فاينرمان البالغة من العمر 41 عاماً قد تعرفت على سيف الإسلام في لندن في عام 2005 الذي شهد بداية علاقة حب بينهما استمرت 6 سنوات.
وقد اقدمت فاينرمان على هذه الخطوة أملأً بأن تُكلل بالنجاح، خاصة بعدما خذل المجتمع الدولي سيف الإسلام بحسب وصفها، معتبرة ان إعدامه "لن يحقق شيئا على الإطلاق"، مشددة على ضروروة اتخاذ الخطوات لإنقاذه.
وتطرقت فاينرمان في تصريحات صحفية الى سيف الإسلام بالقول انه "كان على استعداد للانخراط في علاقة غرامية مع إمرأة يهودية هي مقياس لمدى انفتاحه وتحضره"، مضيفة انه "كان يحكم على الناس من جوهرهم وليس من خلال مواقعهم، ولم يثر أي خلاف بسبب ديني أو البلد الذي انتمي إليه".
وكان سيف الاسلام نفسه اكد هذه القناعات قائلا في مقابلة في نفس العام: "ليس لدي مشكلة بالتحدث مع الاسرائيليين والقيام بامور مشتركة معهم"
واضاف في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان "الفلسطينيين يجرون محادثات مع اسرائيل ولا يمكنني ان اكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين".
واكد سيف الاسلام في المقابلة تاييده "قيام دولة واحدة لكلا الشعبين" على غرار الفكرة التي طرحها والده العقيد معمر القذافي واقترح خلالها اقامة دولة واحدة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يطلق عليها اسم "اسراطين"، أي اسرائيل وفلسطين.
إبرو شانجي
أما الشخصية الثانية التي يحتمل ان تكون وسيطة سيف الاسلام مع الشركة الاسرائيلية في دبي، فهي عارضة الأزياء التركية إبرو شانجي، التي كشفت هي ايضا عن أنها جمعتها علاقة عاطفية مع سيف الإسلام لكنها قالت انها انفصلت عنه عام 2008 بسبب ضعفه الشديد تجاه النساء، وكذلك بسبب عائلته المجنونة”.
وتمتلك العارضة التركية شركة ازياء لها فرع في دبي. ومن غير المعروف على وجه اليقين ان كانت قد انتقلت فعلا للعيش في الامارة الخليجية. لكن هذا غير مستبعد.
الشائعات كانت تتحدث في حينه عن علاقة حب تجمع سيف الإسلام بالعارضة التركية إبرو شانجي، وعن انه كان يخطط للزواح منها.
وحول هذا الأمر كانت شانجي قد صرحت بأنها تعرفت على سيف الإسلام في لندن أيضاً وكذلك في 2005.
وقالت انها كانت تحبه وعاشت معه خلال فترة علاقتهما العاطفية في قصور ليبيا، واصفة إياه بخفيف الظل. ولكن ولعه الشديد بالنساء الذي وصل به الى حد ممارسة الحب مع 3 نساء يومياً، جعلها تنهي العلاقة بعد 3 سنوات.
العقيد معمر القذافي، وبحسب ما كانت تتداوله الشائعات، غضب غضباً شديداً حين علم بعلاقة ابنه مع عارضة أزياء إسرائيلية، حتى انه هدد بالتبرؤ منه، وكان في الوقت نفسه على علم بعلاقة حب تجمعه بعارضة الأزياء التركية إبرو شانجي.
وبحسب ما تكشفه شانجي، فقد واظب سيف الاسلام على زيارتها في تركيا حتى بعد انفصالهما.
وعن ذلك تقول "كان يأتي ليراني في تركيا وكان دائماً يحتفل بأعياد ميلاده هنا، سيف الإسلام يحب أن يقضي أوقاتا في مدينة بودروم، ودائماً كان برفقته رجال الأعمال الذين كانوا يحصلون على العقود للعمل في ليبيا، وفي المقابل كانوا يعرفونه على النساء".