زاد الاردن الاخباري -
لا يزال حوالي 40% من الفئة المستهدفة من كبار السن من هم فوق 65 عاما في المملكة لم يتلقوا حتى الآن اي جرعة من لقاح كورونا علما ان هذه الفئة غالبا ما تعاني من امراض مزمنة ومستعصية ما يجعلها ذات أولوية مطلقة بحملة التطعيم، فما الذي يحول دون إقبالهم على تلقيه ؟
الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني قال ان من يتابع سير الحملة الوطنية للتطعيم يرى عدم إقبال كبار السن على تلقي اللقاح، على الرغم من انهم الأكثر عرضة للإصابة، لأن مناعتهم عادة تكون ضعيفة ويعانون من أمراض مستعصية غير منضبطة، لجانب ان هذه الفئة هي الأكثر إدخالا للمستشفيات عند الإصابة بالفيروس.
وأضاف: هناك أسباب تحول دون إقبال كبار السن على المطعوم، منها المشاهدات غير المنضبطة التي يرونها في المجتمع، وحالة التراخي الحالية بمستوى الالتزام بإجراءات السلامة العامة المتخذة ضد الفيروس.
ولفت الى انه من يلاحظ كيفية التعامل مع المصابين بكورونا او حتى مدى تطبيق التعليمات بمعظم المؤسسات، يرى ان هناك خللا واضحا، وحتى المستشفيات لا تطبق فيها اجراءات السلامة، فالتجمهر وعدم التباعد حاضر، كما انه لا توجد مراقبة للداخلين والخارجين، وتتبع من يتلقى المطعوم او يرتدي الكمامة من عدمه، مؤكداً ان الصورة على أرض الواقع تثبت ذلك، فكيف نقنع كبار السن بخطورة الوضع بعد ذلك!
وعن عدم تلقي أكثر من ربع مليون شخص الجرعة الثانية من لقاح كورونا في المملكة، أشار المعاني إلى ان هناك ثباتا منذ حوالي 4 أشهر في عدد المسجلين على المنصة المخصصة للتطعيم ضد كورونا، مع زيادة بسيطة لا تذكر، فهناك عدد كبير ما زال مترددا بتلقي الجرعة الأولى او استكمال الجرعة الثانية، مناديا الى التركيز عليهم بشكل أكبر.
ودعا الى ان تكون السياسة التي تتعامل معها حملة التطعيم مع فئات كبار السن أكثر مرونة، إذ يوجد منهم أشخاص لا يعرفون كيفية التسجيل في المنصة، مع ضرورة الوصول الى منازلهم، وتعزيز الفرق الميدانية، وتحفيزهم بأي وسيلة مادية ومعنوية، واعتماد جميع المراكز الصحية الشاملة للتطعيم وتدريب كوادرها، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وإقامة الندوات التثقيفية لزيادة الوعي في أهمية التطعيم لمواجهة الوباء.
واعتبر المعاني ان التغير في المؤشرات الوبائية خلال الأيام الأخيرة وارتفاع عدد الإصابات، وعدم الإقبال على تلقي المطعوم، يدعونا الى توخي الحذر، فهناك ارتفاع بالفحوصات الإيجابية ودخول المرضى للمستشفيات والحالات النشطة التي وصلت الى 29 الفا حاليا، كما ان المؤشرات في الشمال تشير ان اسرة العزل والعناية الحثيثة تجاوزت الـ 42%، والوسط 36% والجنوب 16%، ما يدفع الى ضرورة تغيير المنهجية في التعامل مع الوباء.
وطالب وقف جميع الأنشطة والحفلات والمهرجانات بقرار رسمي واضح لإرجاع ثقة المواطن بأهمية القرارات والالتزام بها، بالإضافة للرجوع للتعليمات السابقة في التعامل مع الوباء بالمؤسسات، من تعقيمها وتتبع المخالطين واخذ عينات منهم، مؤكدا ان دولا كثيرة ظهرت فيها اصابات اقل مما لدينا بالمملكة، واتخذت اجراءات صارمة وعادت للتشدد.
كما رأى ان هناك مسؤولية مشتركة ما بين المواطن والحكومة لتدارك الوضع وعدم تفاقمه او حصول انتكاسة وبائية مستقبلا، كالتزام المواطنين بالتعليمات والارشادات الصحية من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والإقبال على التطعيم وعدم تأجيله، وعدم ارسال ابنائهم للمدارس في حال ظهور اعراض مرضية عليهم.