زاد الاردن الاخباري -
ان تتحدث عن مايزيد عن ٦٢ عاما بالعمل الوظيفي الرسمي فحتما انت أمام حالة فردية منغمسة بتفاصيل المشهد والحياة الاردنية بكل تفاصيلها ، حلوها ومرها ، نكوصها ونهضتها، انسانها وقيمها، عاداتها وتقاليدها، قيمها ومبادئها التي لا تنازل عنها قيد انملة بكل الظروف والأحوال، لأنها بالنهاية عنوان للكرامة الوطنية ..
ذاك هو يوسف حسن العيسوي رئيس الديوان الملكي ، او " يوسف حسن " كما يناديه ويسميه سيد البلاد " حكيت مع يوسف حسن ، طلبت من يوسف حسن ، راجعوا يوسف حسن " وكلها مخاطبات وان عكست ثقة لامتناهية، من لدن جلالته بهذه الشخصية ، فهي بذات الوقت مبعث طمأنينة حيال الشأن الذي يريده جلالته ، كما هي مبعث طمأنينة لكل صاحب حاجة ، اوميء ليوسف حسن ان تعامل معها من قبل جلالته.
والعيسوي الذي تدرج من سلك القوات المسلحة ليسلك دروب سلسلة وظائف حكومية إلى أن حط به المقام في الديوان الملكي رئيسا له ، وللجنة متابعة المبادرات الملكية نصيرة الفقراء والمحتاجين ، ربما يتفرد بخاصية ان نأى بنفسه عن سياسات الاستقطابات، ومناكفة الحكومات ، كحكومة ظل وفق المتعارف عليه في المنظومة التنفيذية للسياسة الاردنية ، بل على العكس تماما ، هو بادارته وادائه بمثابة خير معين للحكومات وبرامجها وخططها، وهو المكمل في سد الكثير من الثغرات ، بعيدا عن أي مطامح، وديدنه الأساس خدمة العرش وسيده، والتعاون مع كل من يسير بهذا النهج .
لاشك ان البيئة العسكرية ، ذات اثر واضح في إدارة العيسوي وادائه لمهامه، والعسكر كما هو العهد والوعد قريبون لقلوب الأردنيين ووجدانهم، من هنا كان إيجابي التعاطي مع من قصده سواء بشكل مباشر او غير مباشر من خلال فريق منسجم يعمل بمعيته، مدعاة لإنجاز المهام بحماس ، وبصورة تترك أثرا جميلا وطيبا .
سياسة الباب المفتوح للديوان عبر رئيسه ، لاشك ان العيسوي خير من نجح فيها ، ولا شك إنه جذرها لتستمر وفق منهجية عمادها الديمومة، فإن طرقت الباب سواء وجد العيسوي فطلبك مجاب ضمن المعقول ، وان غاب لظرف ما ، فلا بد أن تجد من يعين بذات النهج وتلك ميزة لم تكن مألوفة ولا معهودة ، اذ ان المنصب كان محاطا بهالة تجعل من المرء يتوجس احيانا من هواجس تعتمل في داخله، فيما الحال راهنا يجسد مقولة ان الديوان بيت للأردنيين جميعا وحققها فعلا لا شعارا او قولا ..
رضا الناس غاية لاتدرك ، لكن بسياق المنجز لاشك ان ارضاء الناس ما أمكن شان نجح فيه العيسوي ، فهو وان استحوذت مهام رئاسة الديوان الملكي على الكثير من جهده، الا ان ساعات العمل الطويلة في الميدان عبر المبادرات الملكية ، التي لاتخلو من تسليم مساكن او انجاز مشاريع خدمية تنموية وحيوية لمناطق نائية كلها شواهد دامغة على قدرة في التعاطي مع هموم الناس وحاجاتهم بممارسات وادوات فضلى تركت وتترك أثرا جميلا عن مؤسسة الديوان كملجأ لكل صاحب حاجة ، ايا كان نوعها ..