تناول (أبو فايز) حبة الجوافة بيد و هو يضع موبايله على إذنه و ممسكه باليد الأخرى ..يتلذذ بالجوافة و يقول : شُفت يا زلمة شُفت ..؟ علي ما علي إنّو (الزلمة اللي بالي بالك ) وراءه قصّة طويلة عريضة ..أيوا يا زلمة ؛ ما غيره ..اللي كان مش لاقي ياكل ..اسكت كل البلد بتحكي إنهم شافوه ماسك (رغيف خبز على مكمله) وماشي بالشوارع ..لالالا ؛ ولا تقنعني ..القصّة فيها إنّ ..! وأكمل أبو فايز مشواره مع شمط الجوافة الطازجة ..
أبو خميس ..يقف في السوبر ماركت ..يجر العربة المليئة بما هبّ و دبّ من أنواع الشيكولاتات ؛ ومن أنواع العصير الفاخر ..وغيره ..وقال لصديقه الذي على الكاش وهو يدفع بقيمة الفاتورة التي تجاوزت ال (150) ديناراً : يا زلمة (الزلمة اللي بالي بالك) ما أكل رغيف الخبز حاف ؛ بيحكوا شايفينه وهو بحط جواه فلافل ..! يفتح الذي على الكاش فمه : معقول ؟؟؟ رد عليه أبو خميس : آه والله زي ما بحكيلك ..أبصر شو القصّة ..؟ .
مرّ (اللي بالك بالهم) على (عمّار) الموظف الفقير فلطشه عبارة : مبروك ..الله يسمِّعنا الأخبار الطيبة ..شو ..اللي بياكل لحاله بيزور ..! ليس عمّار الفقير من قال ذلك ..بل جمع غفير من الفقراء أيضاً يتجادلون برغيف خبز (الزلمة اللي بالك بالهم) ..ومن أين استطاع الحصول على رغيف خبز على مكمله ..!
البلد مليئة بالشائعات من الأغنياء و الفقراء ..من الذين لا همّ لهم سوى جمع المصاري ومن الذين لا همّ لهم سوى توفير فاتورة الكهرباء : أكيد باع نفسه للشيطان ..أكيد يتاجر بالممنوعات ..أكيد تجوّز وحدة مبسوطة بالسر ..أكيد محوّش من زمان وكان مخبّي الموضوع ..أكيد مسؤول كبير داعمه ..أكيد وراه سرّ كبير ..!!
لم يقل أحد : الله يزيد ويبارك ..لم يقل أحد : ما شاء الله ..لم يدعُ أحد : الله يفتحها علينا مثل ما فتحها عليه ..لم يدافع عن رغيف خبزه أحد ..لأن الخطأ خطأه ..فهو مجرم كبير ..و الصراحة أكثر : فعلاً إنه لا يستحي ؛ فكيف بكلّ وقاحة يمشي في الشارع ومعه رغيف خبز على مكمله ..مش عارف أن الخبزة بيد الفقير عجبة ..؟؟!!