زاد الاردن الاخباري -
كتب حاتم الازرعي - أعلنت اللّجنة الوطنية للمهن الطبية المساندة برنامجا تصعيديا للتوقف عن العمل لكافة فنيّي المهن الطبية المساندة في مستشفيات ومراكز وبنوك الدم ومديريات الصحة على الشفت الصباحي ولمدة ثلاثة أيام متتالية اعتبارًا من يوم الأحد الموافق ٢٠٢١/١١/٢٨.
ويأتي الإعلان عن البرنامج بعد انقضاء مهلة العشرة إيام وعدم استجابة الجهات المعنية وأصحاب القرار لمطالب اللجنة التي تصفها " بالحقوق الدستورية والقانونية".
وكان الميدان الفني للجنة الوطنية قد حدد مطالب المتمثله في رفع مسودة مشروع قانون نقابة المهن الطبية المساندة من رئاسة الوزراء إلى مجلس الأمةورفع العلاوة الفنية إلى(١٣٥)بالمئة على الاقل وتعديل نظام الحوافز للمهن الطبية المساندة ومنحهم علاوات العمل الإضافي وبدل التنقل والعمل على السماح لفنيّي المهن الطبية المساندة بالتجسير والتطوير والتدريب والدورات بالآلية التي يُتفَق عليها ، وغيرها من المطالب الفنية والإدارية .
وللحقيقة فإن العاملين في المهن الطبية المساندة ينهضون بدور حيوي في القطاع الصحي ولا سيما في وزارة الصحة التي يقع على كاهلها أعباء كبيرة في الظروف الاعتيادية وتعاظم ثقلها في ظل انتشار جائحة كورونا التي ما زالت تشكل الخطر الابرز على الصحة العامة وفرضت بسببها عديد من أوامر الدفاع المقيتة.
ومطالب اللجنة الوطنية ليست وليدة الساعة ، وتعود الى سنوات خلت ، وخاضت في سبيل نيلها صراعا مريرا مع الحكومات المتعاقبة ، ونفذت سلسلة من الإجراءات والخطوات بما فيها الاعتصام دون أن تغفل أهمية الجلوس على طاولة الحوار .
ويبدو ان صبر اللجنة قد نفذ وملت " التلاعب والخداع "الذي مارسته الجهات المعنية وأصحاب القرار "وتجاهل " وزير الصحة الدكتور فراس الهواري لمطالبهم وإدارة ظهره للمذكرة المرفوعة له والمتظمنة توقيع أكثر من أربعة آلاف من الميدان الفنّي للمهن الطبية المساندة .
ومن الواضح الجلي ان الحكومة لا تأبه ولا تصغي الى صوت الناس بالعموم وأصحاب المهن الطبية المساندة على وجه الخصوص ، وتستمر في نهجها المعهود في التعامي عن الهموم وتلبية المطالب الحقة لابناء الوطن الذين ينهشهم الفقر وتفتك بهم البطالة ويؤرقهم غياب العدالة الاجتماعية ، ولا يطلبون الا الحد الأدنى للعيش بحرية وكرامة .
ان " تعنُّت " الحكومة "ومماطلتها" في تنفيذ مطالب العاملين في المهن الطبية المساندة يقود القطاع الصحي الى مزيد من الانهيار الذي يشهده هذا القطاع وينذر بعواقب وخيمة بتنا نلمسها في كل موقع صحي نراجعه سواء على صعيد الرعاية الصحية الأولية او الثانوية .
والاكيد ان الحكومة لا تدرك حجم الضرر المترتب على التوقف عن العمل ، وربما تراهن على يأس اللجنة وعدم التفاف الكوادر الفنية حول لجنتهم، وهي واهمة دون أدنى شك ، ولا تقدر مدى اصرار اللجنة وعزيمتها وارادتها وتصميمها على نيل المطالب .
تربطني باللجنة والكوادر المهنية المساندة في جميع مواقع العمل علاقة وطيدة واعرفهم عن قرب وخلال عملي في وزارة الصحة وبحكم الوظيفة كنت مشاركا في الحوار معهم وشاهدا على مرحلة مطلبية خضناها معا وعبرنا عنها اعلاميا ، ولمست فيهم حبا شديدا للوطن وتفانيا مطلقا في العمل وخدمة الناس ، واحساسا عميقا بالمسؤولية المهنية والاخلاقية، وقدرة فائقة على الحوار والمفاوضة لتحقيق المطالب ونجحوا في نيل عديد منها .
المطلوب اليوم من الحكومة وقد اخذت المهلة الكافية لدراسة المطالب ان تلبي منها ما ينزع فتيل اشتعال ازمة وصدام مع فئة حيوية لاستمرار تقديم الخدمة الصحية في وزارة الصحةالتي تعاني أزمات على اكثر من صعيد وتواجه بكوادرها حربا ضروسا مع جائحة كورونا ، ولا ينقصها خوض حرب خاسرة مع كوادرها تؤدي بالقطاع الصحي الى هاوية سحيقة.
على الحكومة ان تعي خطورة الأوضاع، ومحقة اللجنة حين حملت مسؤولية اعلان التصعيد لوزير الصحة الذي كان سببا في "التأزيم " اذ انه لم " ينصف المهن الطبية المساندة بقراراته وتعامله المتعنت والفوقي " وفقا لبيان اوضحت فيه اللجنة الظروف والملابسات التي اوصلت الى اعلان التصعيد.
العاملون في المهن الطبية المساندة من كوادر وزارة الصحة يستحقون الدعم والمساعدة والمؤازرة وهم في المقدمة على طول جبهة الحرب مع كورونا ويقع على كاهلهم عبء كبير ويقدمون خدمات طبيةاساسيةجليلة تستحق الاحترام والتقدير والمكافأة وتعامي الحكومة عن تلبية مطالبهم تأزيم يأخذ بيد القطاع الصحي ويقوده عن عمد وسابق اصرار نحو الهاوية .