حسن محمد الزبن - رحيل الطفل أمير، رسالة نتوقف عندها، لأن الرحيل لم يكن طارئًا، ولم يأتي في فُجاءة، كانت معاناة أمير عمرها على الأقل عشر سنوات من المرض والألم.
نتوقف عندها لأنها قصة كشفت المخفي والمستور، كشفت أن المسؤول عنا آخر همه مواطن مريض، مواطن معصب، مواطن زعلان، مواطن يستجدي حقه، مواطن رايح جاي، آخرته يزهق ويمل، يروح يولي، مين بدو يسمع صوته، على بالك!!، آه والله.. "زي اللي برقص بالعتمة"، مين رح يهتم؟..
عندما نغرس أيها المسؤول يلي بدك تروح، ويلي بدك تيجي، شعار وطن "همك همي" بنكون زرعنا أول الغراس في الألفة بين المسؤول والمواطن، بين الواصل ومِشْ واصل، ولا تنسى إنت والمواطن بمركب واحد، مركب الوطن، والوطن مِشْ إلك لحالك، الوطن إلنا كلنا مسؤول ومواطن، وإذا إنعطب المركب، ترى إغرقنا كلنا..
تخيل لو أمير ابن مسؤول، كان كلنا إعرفنا، وصار علم بحالته، من المستشفى الفندقي السياحي المقيم فيه، أما أمير ياالله يوصل مركز صحي بالقرية، أو مستشفى حكومي في المدينة، ومين مهتم يعطي خبر عن حالة أمير؟، فأمير أمثاله كثار بس ما حدا عارف!!..
وعلى رأي المثل" ربنا ما بسمع من ساكت"، بس موت أمير كشف الطابق، والمسؤول سمع بس طنش، خايف من المسائلة...، خايف يقولوا ساعد مواطن غلبان، ساعد مواطن من درجة عادي...، أما لو ابن مسؤول أو واحد محسوب على فلان!..أو فلان.. كان الجواب غير، وكان الجواب إبشر..صار..ما يكونلك فكر..إبنك إبني..وكلام كثير، لحتى يسجل موقف!..
يعني بصراحة خليها على الله، إذا كل يوم بنكتشف هيك حال المسؤول، يا ترى مين المسؤول؟.. ربنا يسترها يا مواطن...، يعني صار لنا سنين ننتظر التغيير، ويجي مسؤول بحب البلد أكثر من الكرسي، وبحب يعطي وما يوخذ إلا حقه، وبحب يكون بينا دايما بالخير..وسمعته بالمجالس والدواوين بتفحفح.. عارف إيش بتفحفح .. يعني معطرة كلها طيب.. مثل ريحة الشيح والقيصوم والزعتر..ويا ريت ما بكون أحلم!!.