رحم الله البطل الأردني بادي عواد قائد معركة جبل المكبر بحرب 1967 لمّا كان في كتيبة أسامه بن زيد إحدى كتائب لواء حطين الأردنيه ، فقد رأيته عن قرب في أواخر عام 1968 في بيت والدي في السلط الذي انتخى وتبرع به لياسر عرفات ورفاقه من تنظيم فتح ، فسمعتُ المرحوم بادي وهو يتألم ويقول ، كيف يسمح أهل السلط لشخص لم يشارك بحرب حزيران من الحديث عن دور الجيش الأردني في تلك الحرب ، خلال ندوة أقيمت في ساحة مدرسة عقبه بن نافع بالسلط ، حيث كان ذاك الشخص الذي حضرتُ شخصياً ندوته يسخر من جيشنا الأردني البطل الذي ضحّى بمئات الشهداء على ثرى فلسطين .
لقد خاض هذا البطل في حياته العسكرية بفلسطين نحو 30 معركة قائداً ومقاتلاً ، وأصيب بواحدة منها بطلقة في رأسه ولم تخرج ، واستطاع أن يقتل قائد كتيبة العدو الصهيوني أثناء الدفاع عن جبل المكبر، وهو الذي أجبر الجيش الإسرائيلي أن يرفع أعلاماً بيضاء في القدس الغربيه .
وبعد معركة الكرامة الخالدة تحمّس بادي عواد وهو ضابط في الجيش الاردني فالتحق بالعمل الفدائي مع مجموعة من العسكريين الأردنيين من أبناء العشائر الاردنيه للدفاع عن فلسطين العربيه ، وقد أُسند لعواد قيادة التنظيمات الفلسطينية في مخيم البقعه ، وبقي معهم في المخيم حتى اكتشف أنه يعمل مع فئات خارجة عن القانون ، ليتركهم ويعود الى الخدمة العسكرية الأردنية آمراً لمدرسة الملك طلال العسكرية .
سمعتُ المرحوم وهو في بيتنا يتألم بحرقة شديدة عن جندي في الجيش الأردني أخفى خلال مجريات حرب حزيران قطعة بوصلة ساعدت العدو على اختراق شبكة اللاسلكي الأردنية في جبل المكبر ، فأصدر الصهاينة حينها أمراً لقوات الكتيبة الأردنية على أنه صادر عن قيادة الجيش الأردني بالإنسحاب من جبل المكبر ، الذي كبّر به الخليفة عمر بن الخطاب عام 673 م ، فكانت خيانة ذلك الجندي سبباً لاختراق قواتنا الأردنية من قِبل الجيش الإسرائيلي ، لكن المرحوم أبو أمجد كان يتحدث وهو يقطر أسى وحسرة على بطولات الجيش العربي الاردني وشجاعة جنوده واستشهاد الكثير منهم على ثرى فلسطين الحبيبة ، تلك البطولات التي يعمد بعض الأشخاص الجاحدين والحاقدين على الوطن الى التشكيك بها .
وحينما أخبروا بادي وأنا ووالدي رحمه الله على مقربة منه أنَّ شخصاً محسوباً على حركة الجهاد الفلسطيني – لا أريد ذكر اسمه - تحدث كلاما في ساحة عقبه بن نافع لا يليق ببطولات جيشنا الأردني وتضحياته في حرب 1967 فقد لام كثيرا أهل السلط والجهة المنظمة للندوة ، وسمعته يقول بالحرف الواحد ، ليش ما دعوني أنا لأحاضر في تلك الندوة المسيئة .
رحم الله الأسد المغوار بادي عواد الخضير والد صديقي المهندس أمجد ، الذي رحل هذه الأيام وحلمه لم يتحقق بالصلاة في الأقصى ، والرحمة أيضاً على كل أردني قاتل واستشهد سواء على ثرى فلسطين الحبيبة أو الدفاع عن وطننا الغالي الأردن - له المجد .