بقلم: الدكتور احمد الحايك - عندما يموت الضمير يموت معه كل شيء، الدين والإحساس والأخلاق والمبالاة. واللامبالاة وعدم الاكتراث تعني هنا قتل نفس بريئة بغير حق. فالضمير الإنساني أساس الإنسان وأساس تميزه عن الكائنات الأخرى. الا اننا وللأسف نعيش زمناً غريباً موازينه مغلوبة وناسه أصبحت بلا ضمير ولا أخلاق ، حيث أن الضمائر طالها الفساد والعفن لدرجة أنها لم يعد لها كيان يميزها عن غيرها من بشر، فالفساد يستشري سريعاً، ويحتاج لتدخلات لاقتلاعه، ولمضادات وعلاجات قد يستدرك به ما يمكن علاجه. يكون عندك ضمير حي، عندما تتألم لفساد بدا يستشري في جهات وإدارات. ويكون لديك ضمير حي، عندما لا تقف صامتاً ولا تتوارى بعيداً، وتقول: "وأنا شو دخلني". ويكون عندك ضمير حي عندما لم ينم ولم يغب، ولم يصب بداء الصم والبكم، وعندما تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار. ولكن عندما يصاب الضمير بالضعف والوهن، فماذا ترجو من ذلك.
والأخلاق بصفة عامة هي أوصاف الإنسان التي يتصرف بها مع غيره، يقول الشاعر:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا.
هل نحن لا زلنا نعيش في العصر الجاهلي الذي امتلأ بالجهل والتخلف واللحود. فالنفس البشرية بطبيعتها تميل إلى الرقي والكرامة واحترام الذات والأخرين على حد سواء، ولقد كان ذلك مفقودًا في العصر الجاهلي وعصور ما قبل الإسلام. يقول صلَّى الله عليه وسلَّم ( مَن غشنا فليس مِنَّا ). ولذلك يجب على الجهات المعنية تشديد الإجراءات واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على صحة المواطنين، ومراقبة الأسواق ضمانا لمكافحة الغش الغذائي، والتحقق من توافر مقومات الصلاحية والسلامة الصحية للسلع الغذائية. والتمادي في سلوكيات ليست صحية لها اثارها السلبية على صحة المواطن، وأن لا بد من اتخاذ اجراءات حازمة لمجابهة كل المستهترين بصحة المواطن. والصورة المرفقة تتحدث عن نفسها، والكلمة منها تزن الف كلمة مما اريد ان اتكلم عنها وفيها.