بقلم لورانس المجالي - من موقعي الوظيفي الذي يحتم نشر اخبار الوزارة على وسائل الإعلام فقد التفت لحالة لم أجد لها تفسير وهي حالة الإنكار لأي خبر إيجابي والذي رغم أهميته الا ان نشره يعتمد على( المونه) بين الزملاء وليس على اهمية الخبر .
فقد نفذت الوزارة خلال ستة أشهر برامج هامه مثل برنامج التحريج الوطني وتشجير الصحراوي الذي استوعب ١٣ الف وظيفة مؤقته وخفض الحرائق والتعديات الى ٥٠ % ولم يلقى اهتمام من الاعلام بل على العكس هناك من تصيد اي خطأ أو تجاوز لتقزيم هذا الإنجاز.
وأطلقت الوزارة برنامج تدريب وتمكين للشباب في القطاع الزراعي على مسارين الأول بالاتفاق مع الشركة الوطنية للتشغيل ووزارة العمل وتم تدريب ٥٠٠٠ متدرب على مهن زراعية مختلفة وريادية ومنهم ٥٠٠ مهندس زراعي و١٠٠ طبيب بيطري ومسار ثان من خلال توقيع اتفاقيات مع ٧٥ جمعية وتدريب مدفوع الأجر ل ٢٠ فتاة لكل جمعية اي بواقع ١٥٠٠ فتاة في المحافظات والاطراف الا ان هذا الإنجاز ورغم الجهد المبذول وحجم الضغط على متخذ القرار لم يلقى اهتمام من الإعلام بحجم الحدث .
اجترت الوزارة من موازنتها الرأس مالية وخصصت ٣٥ مليون كقروض بدون فائدة للمجتمعات الريفية وتمكين المرأه ودعم الشباب وحققت ٥الاف فرصة عمل مباشرة من خلال المشاريع المتابعة من الإقراض ونسبة نجاح وصلت إلى ٧٠% في إقليم الشمال الا ان الإعلام وجد الأمر مادة لنشر فقط .
أطلقت الوزارة مهرجان التمور الثالث بتنظيم وتنسيق عالي وفي نفس الأسبوع إطلاق مهرجان الزيتون بمساحة ١١ الف متر ومشاركة ٥٠٠ جمعية وعلى مدى ١٠ ايام دون التفات حقيقي من الإعلام بنفس الصورة التي لو تم هناك خطأ لدرجة ان احد الزملاء اقترح علينا ان نعمل فيديو مفبرك يظهر خطأ ما من أجل يهتم الإعلام والناشطين الذين تم دعوة عدد منهم لتغطية المهرجان دعما للمجتمعات الريفية الا ان البعض رفض الا بدفع مسبق .
استغرب من سلوك البحث عن المصائب والتصيد للوطن وتعظيم العثرات والتغاضي عن الإنجاز ولم أشعر كثيرا بالانزعاج بعد ان تابعت على مدى الاسبوع الماضي عدد من الأخبار الايجابية الهامه والتي لم يلتفت إليها احد رغم ظروف الجائحة والازمات الممتده في الإقليم وضغط اللجوء والازمات الداخلية جاء الأردن الثاني عربيا وال١٦ دوليا ضمن تصنيف الأمن وتقدمت جودة التعليم في الأردن الى الخامس عربيا و٤٥ عالميا وتم تصنيف الأردن أيضا الأول عربيا و٥٧ عالميا في مكافحة الفساد والكثير من الأخبار الايجابية التي لا تجد لها متابع او راعي والسبب ان المتلقي أصبح مغرم بالفضائح و(اللطم) والتنمر اما الاعلام لم يعد يصنع الرأي العام ويدعم الروح الوطنية وجسور الثقه مع المواطن ويلقي الضوء على الإنجاز بنفس الوتيرة التي يلقي الضوء من خلالها على الأخطاء بل أصبح الإعلام يعوم على عوم الفضائح السوداوية .
ارسلت خبر عن ترؤس الأردن للمجلس الدولي للزيتون ضمن اجراءات استثنائية في جورجيا اليوم حيث تعقد أعمال المجلس حاليا و تم انتخاب الأردن دون الالتزام بالاحرف الأبجدية وإجراءات الترشح الطويلة وكان تعبير الجميع عن احترامهم للملك وللاردن وقد نشرت الخبر وكان مثل باقي الأخبار مش مهم ولكن كان المزعج لي كيف من الممكن أن أنقل للشارع صورة الأردن ومحبة واحترام العالم لنا ولقيادتنا ونحن نبحث فقط عن الصورة المظلمة للاردن .
لا أعلم ماذا اصاب المزاج العام وكيف تم تعبئة الناس بهذه السوداوية ولماذا حالة الصمت في وجه المد الأسود الذي حول الجميع الى متصيد في الماء العكر وباحث عن الفتنه وراصد للهفوات ومطبل لأي انجاز خارجي على حساب تقديم الإنجاز الوطني وانكار واضح للانجازات الوطنية بطريقة بشعه تبعث على الخوف من تصدير صورة سلبية عن الوطن لأبنائنا تجعل منهم ناقمين على الوطن إضافة إلى الشزوفرينيا لدى بعض الشباب الذي يتحدث عن الهجرة على اساس انه عالم ذرة او فضاء ويعتقد انه اذا ما سافر سيعمل اكثر من موظف كازية او نادل في مطعم و لم يلتفت الى وجود مليون وافد في الأردن جميعهم وجدوا عمل ويقومون بتحويل ما يقارب ٣ مليار سنويا من اموالنا للخارج في ظل سهر الشباب ليلا على التواصل والالعاب والنوم خلال النهار وكم من بيوت تستعين بالعمالة الوافدة من أجل(لقاط الزيتون ) وابنائهم نيام من سهرة الأمس على التواصل ، لقد تراكمت البطالة الى نصف مليون عاطل عن العمل في ظل وجود مليون وافد وهي معادلة تحتاج منا للتفكير والتمحيص اكثر والكارثة الكبرى عندما تحاول أن تتحدث عن الإنجاز ستجد ماكينة كاملة تعمل مثل كلاب مسعورة احيانا تحاول تقزيم الإنجاز و تقاتل في سبيل جلد الوطن وهنا اقول احذروا ان يتم نقل هذه المشاعر الى الأطفال والجيل القادم لأننا سنجد قريبا أعداء للوطن وليس بناة للوطن .
مش مهم ... مش مهم الإنجاز مش مهم .. المهم اللايكات والشير... وانشر ولك الأجر... متأكد ان أحدهم سيترك المادة ويبحث عن خطأ املائي