عندما ينجح الأردن ويتفوّق بحجم مسيرة مليئة بعمل يهدف بالدرجة الأولى وحتى الأخيرة للوصول إلى منجز يجعل من الأردن حالة ونموذجا يحتذى، حتما علينا جميعا أن نكون حاضرين في الحديث عن هذا التفوّق، وجعله هدفنا اعلاميا وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، وأن لا ندير ظهرنا لأي حدث يجعل من وطننا حالة في الإبداع والتميز.
في تقوّق الأردن بحصوله على تقدّم في مرتبته عربيا ودوليا في مؤشر الدول الأكثر أمانا متقدما بذلك على الكثير من دول العالم وفق دراسة علمية ضمت (115) دولة، وذلك في حصوله على المرتبة الثانية عربيا، والسادسة عشرة عالميا، هو انجاز يجب أن نضعه محل متابعة وقراءات متعددة، ليس هذا فحسب إنما في جعله مصدر فخر واعتزاز فهو التفوّق الحقيقي الذي يأتي بحجم مسيرة ابداع وتميّز.
لا يكفي أن نتحدث عن منظومتنا الأمنية المتميّزة والنموذجية بشكل دائم، ففي شهادتنا عن أنفسنا ربما يشوبها شيء من عدم الحيادية، لكن عندما تكشف عن هذا الجانب دراسة علمية وضعتنا في منافسة مع (115) دولة، حتما في ذلك كلمة الحسم والإنصاف والحيادية الكاملة، ويليق بمنظومتنا الأمنية أن تكون مصدر فخر لنا جميعا، وأن يكون هذا التفوّق انجازا وطنيا نحكيه في كل مساحات الانجازات الوطنية التي ندخل بها مئوية تأسيس الدولة الثانية.
في حصول الأردن على المرتبة الثانية عربيا بعدما كان في الخامسة، والسادسة عشرة عالميا بعدما كان في المرتبة الرابعة والثلاثين، هي قفزات انجاز وليست أرقاما نحكيها بعشوائية القراءة، هو تفوّق نافس به الأردن (115) دولة، ليحضر وبتقدّم فأن تكون الأكثر أمانا وسط منطقة مضطربة وكذلك في فترة زمنية ربما الأكثر فقدانا للأمن، حتما هو تفوّق بحجم مسيرة عظيمة من العمل المختلف قاد لما كشفته عنه الدراسة التي تناولت مؤشرات فرعية هامة كموضوع سيادة القانون والشعور بالأمان والثقة بالأجهزة الأمنية، من خلال مؤسسة غالوب التي تتمتع بثقة عالمية، الأمر الذي يجعل من هذا التقدّم انجازا وطنيا بمعنى الكلمة.
انجاز علينا جميعا أن نقرأه بفخر وأن لا نبعده عن مساحات الحديث عن انجازاتنا الوطنية التي من شأنها أن تنعكس ايجابا على الواقع الاستثماري في الوطن، وكذلك في التنمية والإصلاح، وحتى في استقطاب السياحة التعليمية والصحية، والترفيهية، كلها جوانب يمكن أن تكون أكثر نشاطا وعملية في ظل هذا التفوّق والتميّز، ففي الأمن دعم لإرادة التميّز والايجابية.
في ذات الدراسة نال الأردن تميّزا في مؤشر مكافحة الفساد، حيث تقدّم الأردن التصنيف الأول عربيا في مؤشر مكافحة الفساد، والسابع والخمسين عالميا، وحتما في هذا تفوّق يدحض كل ما يثار بشأن ضرورة السيطرة على الفساد في المملكة، هي حقيقة تكشف عنها دراسة دولية من مؤسسة تتمتع بثقة عالمية، نعم الأردن هو الأول عربيا في محاربة الفساد، وبذلك نحن نتحدث عن دافع أساسي لجذب الاستثمارات والعمل على هذا الجانب كونه غاية في الاهمية لتحقيق تنمية مستدامة حقيقية يلمسها الجميع على أرض الواقع، ففي الوقوف بوجه الفساد انجاز وتفوّق بحجم جهود تبذل بهذا الشأن علينا الحديث عنها بشكل متواصل ووضعها مكان اهتمام، يجعل من وطننا حالة استثنائية ايجابا في المنطقة بهذا الجانب الهام.
تفوّق أردني علينا ان نفخر به ونباهي به العالم، ونعتز بوطننا ونجعل من منجزاته حاضرة في اعلامنا وعبر مساحاتنا التعبيرية أيا كانت في وسائل التواصل الاجتماعي، كونه تفوّقا لم يأت من فراغ إنما جاء بجهود جبّارة، حققت هذين الانجازين الهامين جدا، يليق بنا ان نعتز بهما، ونفخر، فكما أننا نفسح مساحات للنقد، علينا ان نفرد أضعاف ذلك من مساحات للحديث عن المنجزات، فالنجاح والتفوّق مهمان ولكن أيضا الأهم ان نفخر بانجازاتنا ونتحدث عنها وكذلك الأهم ان نبقى ناجحين ومتفوقين، ونحافظ على ذلك بالحديث والقراءات الدقيقة لمنجزاتنا.