بددت وزارة التربية والتعليم مخاوف الأردنيين التي رافقت بدء العام الدراسي بشأن التعليم الوجاهي، حيث التزمت الوزارة بما أكدته مرارا وتكرارا بأنها مستمرة بذلك تحت أي ظرف، رغم التشكيك المتواصل من قبل المواطنين الذي رافق الفصل الدراسي الأول. لكن لنفكر مليا بشأن ما تبقى من أيام دراسية.
ما تزال إصابات كورونا ترتفع بشكل لافت في المدارس، والملاحظ أن هناك اصابات عديدة بين المعلمين رغم تلقيهم لقاح كورونا، وهذا يستدعي قراءة المشهد بصورة مغايرة بشأن التعليم عن بعد للفترتين ما قبل الامتحانات وأثناءها، بما أننا قدّمنا وقت هذه الامتحانات بشكل يعاكس الأجندة الدراسية.
تعقد أولى امتحانات الثانوية العامة يوم الأربعاء المقبل، وتستمر حوالي أسبوعين، في حين يسبقها دوام وجاهي لستة أيام لا يتلقى خلالها الطلبة سوى دروس المراجعة بعد أن تم تغطية المنهاج. أي لا ضرر في التحول للتعليم عن بعد هذه الفترة، الأمر الذي من شأنه المساهمة في تخفيض أعداد الاصابات بين الطلبة والمعلمين نتيجة الحد من الاختلاط، وبالتالي نكون قد حاصرنا ولو لفترة محددة بؤرة مجتمعية تشهد انتشارا للفيروس.
البروتوكول الصحي الخاص بالتعليم الوجاهي يقول إن أي شعبة صفية تسجل اصابة بكورونا سيتم إغلاقها كليا لمدة خمسة أيام، يعني أن هؤلاء الطلبة قد يضطرون إلى تقديم امتحانات عن بعد في هذه الحالة، أو ستسقط الامتحانات لهذا الصف، ناهيك عن الخطورة التي قد يشكلونها عبر نقل الفيروس لمن هم حولهم في المدرسة والمنزل. ما القيمة المضافة التي تحول دون التحول إلى التعليم عن بعد فيما تبقى من أيام دراسية؟.
أتفهم تخوف وزارة التربية من ردود أفعال الأهالي في حال اتخذت هذا القرار، فقد تعود المواطنون على التشكيك بنوايا أي توجه حكومي لأنهم ببساطة لا يثقون بالحكومة، وسيواصلون النقاش والحديث ونشر الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الفصل الدراسي الثاني لن يشهد عودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، وأن هذا من أجل حماية المدارس الخاصة وضمان حصولها على الأقساط المدرسية!
لكن هذا لا يمنع بأي شكل من الأشكال اتخاذ القرار الحكومي المناسب في أي ملف يتعلق بتداعيات فيروس كورونا خلال هذه الفترة التي تشهد موجة ثالثة من الوباء، طالما هذا القرار فيه مصلحة عامة للطالب وذويه والمجتمع. إن تحصين مدارسنا يساعد في ضمان عودة الطلبة إلى صفوفهم في الفصل الدراسي الثاني.
الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم ومدير التعليم العام، الدكتور أحمد المساعفة، أكد أمس أن الإصابات بفيروس كورونا بين المعلمين في المدارس “بدأت تتزايد”، بالتزامن مع الموجة الثالثة، حيث بلغ العدد الإجمالي للإصابات النشطة بين المعلمين 2271 إصابة و515 إصابة بين الإداريين، وأن عدد الإصابات بين الطلاب وصل الاثنين، إلى 2118 إصابة.
ومع الحديث عن متحور جديد لكورونا زار حتى الآن 17 دولة عالمية، وهو في طريقه إلينا حيث لا مفر منه، فإن فكرة التحول إلى التعليم عن بعد فيما تبقى من أيام يجب أن تكون واردة في أذهان وزارة التربية والتعليم، خصوصا وأن الأردن يشهد زحفا بطيئا تجاه تلقي المطعوم الثاني والمعزز.