خاص - عيسى محارب العجارمه - بدون موعد مسبق، قادتني أقداري لازور وكالة زاد الأردن الإخبارية، رئة الوطن الإعلامية، بعد غياب طويل، فرضته ظروف الحياة القاسية، ولأن لكل إنسان وطن يحن إليه، طال الزمان أو قصر، فإن شوقي لهذا الوطن الغالي الافتراضي، ساقني للزيارة المقدسة، لبيت طالما ضمتني حروفه الذهبية، ومقالات تغنت بالأردن الهاشمي نسجتها، شرايين القلب على مدى السنوات الماضية والتي تنوف على خمسة عشر عاما، عبر تلكم القلعة الإعلامية الغراء.
أن تعود وترى صاحب الثغر الباسم، وقد اختط شيئا من الشيب الطاهر محياه الفاضل وهو يردد عبارة هلا، فتشعر انك بجناح بالغ الرفاهية، لمعالجة القلوب المتعبه رغم أنه دكتور إعلام وليس طبيب قلوب، انه صديقي العزيز الدكتور أحمد الوكيل، الإنسان النبيل الذي احتضن قلمي كما فعل مع كثر من قادة الجيش الإعلامي الوطني العام، أعطاني فرصة البوح بخلجات نفسي ورعي نبض قلمي على مدى خمسة عشر عاما، لتصل لمسامع الوطن، رصاص كثيف من الولاء والانتماء للوطن والمواطن وجلالة مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين وجيشنا العربي واجهزتنا الأمنية الأردنية.
شغلتني عن شغفي الإعلامي بالمقال الأسبوعي مشاغل الحياة وهمومها، فقد بلغت مرحلة من العمر تتطلب الكثير من العناء والمعاناة مع هموم الزمن الجميل الذي يستمر تعلقي به كل يوم، فالعلة فينا لا بالزمن نفسه، ولاني كاتب الموضوع الشخصي نوعا ما فإنني اتودد للقاريء الكريم انه يسمح لي باشاعة جو من التفاؤل وسط صدري وصدور الناس المتعبه والتي اتعبها الاعلام العربي بسوداويته غير المنضبطه.
لا أدري مجرد دخول عتبة وكالة زاد الأردن الإخبارية وسعادتي بلقاء ربانها الفذ، استشعر زيارات نجيب محفوظ وهيكل لدار وجريدة الأهرام المصرية، رغم أنني لست هيكل ولا محفوظ ولن أكون، الا انني أشاهد اهرام الأردن ممثلة بوكالة زاد الأردن الإخبارية، وهي باقية وتتمدد.
تبث رسائل شوق صبيحة كل يوم للملك والمملكة الأردنية الهاشمية، فهي نسيج جيش اعلامي، مع نظيراتها في الإعلام الإلكتروني الأردني، فهي وهن الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وكافة ما يتفرع عن تلك القلعة البيضاء في الإعلام المصري اليوم والامس، ولكن الكل يغني على ليلاه، فالرضا المجتمعي عن الاعلام الأردني يشوبه القصور والتقصير من قبلنا نحن كتبة المقالات العشوائية أن صح التعبير.
كيف نرتقي بالإعلام الأردني ليكون بجودة الأهرام المصرية رائدة الإعلام العربي منذ ٢٠٠ عام، ليس بالأمر السهل، ولكن ريادة وكالة زاد الأردن الإخبارية للمشهد الإعلامي الإلكتروني الأردني منذ عام ٢٠٠٤، يجعلنا نطوي صفحة جديدة من أعمارنا تبث فينا روح الرضا والطمأنينة أن إعلامنا بخير طالما أن قيادته وهرمه بكفاءة عالية تسبقها علو الهمة لأخي الكبير الدكتور أحمد الوكيل صاحب أجمل طلة إعلامية بالكون كله، ولأن شهادتي به مجروحة أثرت أن اكتبها في زمن الكورونا الصعب فأنا لا أريد أن تذهب معي لا قدر الله للعالم الآخر أن دنت ساعة الرحيل.