لو اتفق تحليلي بوجود القاعدة (العرب والمسلمون الإرهابيون) لأنكرت المحرقة الهولوكوستية من اجل تبرئة إسرائيل من جرائم القاعدة الإرهابية ! وغسل أدرانها من الجرائم التاريخية التي ارتكبتها ضد نفسها وشعبها لتلفت أنظار العالم لضعفها وقلة حيلتها بين سمك القرش الذي يصرخ ( على لسان أحمد سعيد: تجوع يا سمك.
ولو اتفق تحليلي على وجود قاعدة إرهابية عربية إسلامية لأمكن أن أكون موافقة على أفلام هوليود التافهة الدنيئة والبخسة المغموسة بدماء العرب وأسرى جوانتامو (الأنموذج السادي لتجربة التعذيب البشري المختبري) في علم الجريمة الأمريكية المعلنة.
وماذا اقول لكل من وافق على أن في العالم قاعدة إرهابية غير إسرائيل؟ هل أنتم من طابور إسرائيل والأمريكان؟ ولماذا يزجون بأنفسهم في ملهاة خلقتها إسرائيل لتحقيق أهدافها في وقت لا أهداف لديكم يا مساكين!؟
واعتقد أن أكبر الجهلة والمتخاذلين في الإعلام العربي هم الذين روجوا لفكرة وجود (قاعدة إرهابية في بلادهم.... يا حرام ويخافون على دمائهم من بطشها.
ففكرة وجود قاعدة إرهابية روج له السطحيون الممولون من دكاكين رخيصة غربية. وأكبر السعداء والتجار الرابحين من هذه الفكرة العشوائية المجهولة النشطة هم الغرب اللاهث وراء فكرة ضرب العربان تحت الحزام وإسرائيل.
لو اتفق تحليلي على أن القاعدة موجودة لأنكرت المحرقة التي لا تمت لأيدينا الضعيفة البيضاء المترهلة بأي صلة وعلاقة ! وكأن إنكاري لها هو لإقراري بإرهابي الشخصي العربي ضد اليهود، وكأني أريد التخلص من ربق جريمة ارتكبها العرب والمسلمون ضد اليهود. هذا إذا أنكرتها.
إن موافقتي على وجود قاعدة إرهابية عربية هو تأكيدي على إنكار الهولوكوست لأن في الإنكار إقرار بالجريمة الإرهابية ضد اليهود... وأكرر أن المعضلة أكبر من رؤوسنا .فلذلك أنكر وجود القاعدة وأوافق مبدئياً على أن الهولوكوست لا يد لنا فيه لننكره، فلماذا ننكره ونحن أبعد عنه من عطارد عن أسلحتنا العربية التواقة لفعل أي شيء ما عدا تنظيم القاعدة الذي لا يمت لنا بعلاقة ايضاً!
فلا القاعدة قريبة لنا لنعترف بها، ولا الهولوكوست من أقربائنا حتى نتأمل في وجهه الذي خلقناه وننكره ! فمن نحن حتى نتباهى بإنكاره وهو جرم الغرب وأوروبا؟ وهل في إنكاره الذي تعلمناه من الغرب دروس لننكر مجزرة إسرائيل المتوالية ضدنا ؟؟إنها لعبة العظمة والكلب ! فهل من أحد يدلني على قوة تثبت علاقتنا بالهولوكوست ؟؟ وما هي جدوى الإنكار في الأمم حتى نتصدى ونعلن أن اليهود لم يتعرضوا للمجرزة؟
بالعكس .. اليهود تعرضوا للمجرزة وأكبر من المجزرة لأنهم مكروهون من كل العالم ومن أوروبا وألمانيا النازية، وهم أكلوا الحرق والعرب دفعوا الثمن .. وليس المهم أن ننكر المحرقة بقدر ما هو مهم أن نعلن للعالم أننا لسنا من ارتكبها، وليرفع العالم الغربي الذي كره اليهود وحرمهم من العيش والعمل والكرامة، صوته ويعترف بارتكابه هولوكوسوت مضاعف، فهو ارتكب ضد اليهود في الجريمة الأولى، ثم ارتكب الهولوكوست الثاني ضد فلسطين وشعبها حينما ضحى بما لا يملكه ودفع (المضحى بهم في الهولوكوست الأول) لينتقموا ممن لم يضح باليهود، بل أسعفهم واستقبلهم ومنحهم كرامة العيش والمأوى. هنا لعب جمر الغرب كله وتمتع بتزويد الحطب للمواقد التي يعرف هو كيف يشعلها. فيعتاش الغرب على متعة أفلام
الأدهى أن شبابنا الذين يفرحون حين يقولون في بلادنا إرهاب وفي بلادنا قاعدة ترهب العالم يؤكدون للأمريكان حتمية اغتيال ازويد المواقد البعيدة عنه بالوقود ‹ وكلما أدرك أنه يلعب بالموقدة الهولوكوستية بعيدا عنه، كلما افترى واخترع نارا تقترب منه فيفتري ويعلن الخوف والرهبة.
نحن لم نشعل ونرتكب ضد اليهود أي شرارة، والهولوكوست فاعله مجرم معروف الهوية، والعربي البريء حتى من أحلامه عالج جراح اليهود ومنحهم الطب المداوي.
فكافأه الغرب بإلصاق تهم الإرهاب بوطن لا يخطط لأي هجوم لا بقاعدة ولا بواقفة !! فكله عندنا سيان الواقفة والقاعدة.. ونحن أبرأ الأمم من الجانبين! ولا حول لنا ولا قاعدة، فأنا حتى الآن لا أعلم ما هو سرنا في أن ننكر الهولوكوست.