حظي الإعلامي المبدعُ العصامي نايف المعاني، بمتابعة واسعة من الرأي العام الأردني، تفوق أضعاف ما يحظى به، معارضو السوشيال ميديا وجماعة الظاهرة العابرة، التي سرعان ما «ستفش»، ظاهرة الاسترخاء والتنظير والتعفير، جماعة حزب الكنبة و»النقرشة»، الذين ينهارون أمام أية خشخشة بالقطع الذهبية، أو حالما يشمون رائحة الشواء، المنبعثة من باربكيو «الجماعة».
حقق نايف المعاني، مكانة نايفة في الفرقة الإعلامية الأردنية، بجدّه وصدقه وانحيازه المطلق للناس، فقد كان فكاك نشب، وجابر عثرات الكرام والمعوزين، رغم مديونيته المرتفعة، والتزامه بسداد أقساط البنوك الشهرية الضاغطة الخانقة.
رحل نايف المعاني قبل 6 سنوات تقريبا، وما زلنا وسنظل، نترحم على روحه الجميلة النبيلة، فقد بنى ذِكْرا فاتنا، وحقق «صيتا» مرموقا، في أوساط ابناء شعبنا، الذين يقدرون الشرفاء لا غير.
لم أسمع ولم تسمعوا طبعا، كلمة نابية، أو قولا فاحشا، أو تهديدا، أو ابتزازا، أو قذفا، من نايف المعاني، على امتداد مسيرته الإعلامية الطويلة التي زادت على 45 عاما، أفتخر أنها بدأت معي، في صحيفة صوت الشعب، مطلع ثمانينات القرن الفارط.
كنا نستمع بفرح إلى نايف المعاني، كل صباح، و هو يصدح و يغرد و يتجلى، ويأخذ أقصى الأبعاد على التلفزيون، يؤشر بوضوح، على مواطن الخلل والفساد والاستبداد والظلم، في بلادنا الجميلة.
ومن متابعتي الصباحية، للخال اللامع المحبوب، نايف المعاني، الذي كان يفرد مساحة تمتد ساعتين يوميا، للتفريج عن كُرَبِ المظلومين وأصحاب الحقوق والمحتاجين، فكان يسهم في تحقيق الكتير من المطالب ويحل الكثير من المشكلات للايتام والأرامل والمرضى والمهمشين، فحقق حجم انتشار وجماهيرية كبيرة، بفعل قدراته وتمكنه من حرفته، وسرعة رد فعله، وبداهته، ومعرفة العشائر في كل المحافظات.
نايف المعاني- أبو الشهم «ابن الأجهزة»، كان من أشد ناقدي المسؤولين، كبارهم دون صغارهم، وكان سوطا على ظهور المسؤولين الموظفين الذين لا يقيمون وزنا للمواطن ولا يحفلونه.
وكان حجم النقد في برنامجه، يوازي شعارات المعارضة الصادقة الراشدة.
نايف المعاني، نموذج على قول «فكَمْ رجلٍ يُعَدّ بألفِ رجل، و كم ألفٍ تمُرّ بلا عداد».