زاد الاردن الاخباري -
قالت مصادر اعلامية اميركية ان الحكومة الإماراتية أرسلت خطابا للإدارة الأميركية يفيد بأنها تعتزم إنهاء صفقة بقيمة حوالي 23 مليار دولار لشراء مقاتلات "أف-35" الأميركية المتطورة وطائرات مسيرة من طراز "ريبر" وذخائر متطورة أخرى
وقال المسؤول الإماراتي في بيان إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة رسميا بتعليق محادثات صفقة شراء مقاتلات "إف 35" ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 23 مليار دولار، و ترى الإمارات أن المتطلبات الأمنية التي وضعتها واشنطن لحماية أسلحتها من "التجسس الصيني"، مرهقة للغاية.
وأشارت مصادر اعلامية إلى أن الرسالة كتبها مسؤول صغير نسبيا في الحكومة، ما يشير إلى أن التهديد قد يكون "تكتيكا تفاوضيا" قبل الاجتماع. وقال مسؤولون آخرون إنه في حين أن لدى للولايات المتحدة مخاوف أمنية مشروعة، "هناك اندفاع نحو إنقاذ صفقة مخصصة لحليف خليجي".
ووقعت الإمارات مؤخرا اتفاقا بقيمة 16 مليار يورو لشراء 80 طائرة رافال فرنسية من الجيل الجديد، في الوقت الذي لا تزال المباحثات مع واشنطن مجمدة.
متطلبات مرهقة
وافادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، لأن المتطلبات الأمنية الأميركية التي اشترطتها واشنطن لحماية أسلحتها من التجسس الصيني "مرهقة للغاية".
وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت صفقة الأسلحة، التي تم توقيعها في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، قد ألغيت بالفعل، أو أن التهديد الإماراتي مجرد خطوة تفاوضية عشية زيارة وفد عسكري إماراتي رفيع للبنتاغون من أجل إجراء محادثات لمدة يومين.
ووفقا للصحيفة، فإن المسؤولين الأمريكيين ينتابهم "قلق متزايد بشأن نفوذ الصين داخل الإمارات العربية المتحدة"، ما دفعهم إلى "تحديد شروط من شأنها أن تضمن أن الجيل الخامس من المقاتلات النفاثة والطائرات بدون طيار المتقدمة لن تكون عرضة للتجسس الصيني".
وكانت هذه الصفقة احدى الاوراق الرابحة التي ستجنيها دولة الامارات مقابل توقيع اتفاق التطبيع مع اسرائيل
طائرات صينية في الامارات
وفي ايار الماضي نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن رصدت إفراغ طائرتين عسكريتين صينيتين عتادا عسكريا في الإمارات، وهو ما يهدد مستقبل صفقة الطائرات من طراز "إف-35" (F-53) الأميركية للإمارات.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين أن واشنطن أوضحت للإمارات أن إقامة قاعدة عسكرية صينية على أراضيها سينهي صفقة الطائرات.
لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن مؤشرات توسع العلاقات بين بكين وأبو ظبي ألقت بظلالها على مستقبل البيع، حيث يسعون للحصول على ضمانات بشأن الأسلحة، بما في ذلك أن الإمارات لن تسمح للصينيين أو غيرهم بالوصول إلى أحدث تقنيات الحرب الأميركية.
ووفق تقرير البنتاغون لعام 2020 حول الطموحات العسكرية الصينية، فإن الإمارات العربية المتحدة كانت من بين الدول التي كانت الصين "على الأرجح تفكر فيها بالفعل وتخطط لإنشاء مرافق لوجستية عسكرية إضافية في الخارج".
الرد الاميركي
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الولايات المتحدة تصر على مجموعة من المتطلبات المتعلقة باستخدام أسلحتها، "وهي غير قابلة للتفاوض، وليست محصورة بالإمارات"، بعد أن ألمحت تقارير إلى أن الدولة الخليجية هددت بإلغاء صفقة طائرات أف-35.
الا ان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قال إن "واشنطن ملتزمة بالعمل مع الإمارات لمعالجة القضايا المتعلقة بصفقة مقاتلات أف-35 الأميركية".
وامتنع كيربي عن الإفصاح عما إذا كانت الهواجس الأميركية بشأن الصفقة ترتبط بدور الصين في الإمارات.
لكنه أشار، في المقابل، إلى أن الشروط المتعلقة بكل صفقة عسكرية قد تكون مختلفة وفقاً للظروف.
وقال كيربي إنه سيتم بحث هواجس الطرفين بشأن صفقة الأسلحة خلال الحوار العسكري المشترك المقرر أن ينعقد في البنتاغون، يومي الأربعاء والخميس، والذي سيترأسه عن الجانب الأميركي وكيل وزير الدفاع للشؤون السياسية، كولن كول.
توقيع الاتفاقية لشراء اف 35
وفي يناير الماضي تم توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة ومسيرة، ومعدات دفاعية، بقيمة تصل إلى 23 مليار دولار.
وقالت سفارة الإمارات لدى واشنطن، في بيان لها، إن "الإمارات أنهت خطابات اتفاق مع حكومة الولايات المتحدة للحصول على طائرة (إف-35) ومعدات دفاعية أخرى، كما أُعلن سابقًا ضمن جداول زمنية محددة".
وأوضحت السفارة أن "القيمة الإجمالية للعقود تقدر بـ23 مليار دولار، وتشمل ما يصل إلى 50 مقاتلة من طراز (إف-35) بقيمة 10.4 مليارات دولار، و18 طائرة بدون طيار من طراز (إم كيو-9 بي) بقيمة 2.97 مليار دولار، وذخائر مختلفة بقيمة 10 مليارات دولار".
ولفتت إلى أن "الاتفاقية تشمل شروط شراء الإمارات للطائرات وتكلفتها والمواصفات الفنية وجداول التسليم المتوقعة".
وأشارت السفارة إلى أن "هذه الصفقة تؤكد عمق الشراكة الإماراتية الأمريكية، في مواجهة التهديدات الإقليمية المتطورة".
ولفتت إلى أنها "تتماشى مع استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي والتي تهدف إلى تمكين الشركاء من تحمل المزيد من المسؤولية عن أمنهم الخاص والأمن في الشرق الأوسط".
وكان يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن، أعرب عن تقدير بلاده لتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على صفقتي الطائرات المسيرة ومقاتلات إف- 35.