زاد الاردن الاخباري -
تستمر معاناة العاملين في القطاع السياحي بمنطقة البحر الميت، بخاصة وأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن تبعات جائحة كورونا، ما تزال فاعلة، وأن مرحلة التعافي لم تصل بعد إلى تغيير واقع القطاع على النحو المرتجى، بخاصة وان هذا القطاع في أكثر من منطقة سياحية في المملكة، ما يزال من الأكثر تضررا، في ظل التراجع الكبير للحركة السياحية المحلية، وتدني نسب الإشغال في المنتجعات.
وهذا التراجع، لم يقتصر على المنتجعات، بل طال جميع المنشآت السياحية، من مطاعم وفنادق ومرافق سياحية أخرى، حتى المجانية منها، برغم ما تتمتع به المنطقة من أجواء مناسبة، كانت غالبا تجذب السواد الأعظم من المواطنين لزيارتها في عطلة نهاية الأسبوع، لكن حاليا ستجد أن الشوارع خالية، والمتنزهات تشكو قلة المتنزهين، بخلاف ما كان متوقعا عندما بدئ بالإعلان عن بدء مرحلة التعافي والبرامج السياحية.
وبحسب عاملين في القطاع، "فإن الحركة السياحية تراجعت بنسبة كبيرة جدا مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام السابقة، مشيرين إلى أن انخفاض وتراجع الحركة لم يسبق له مثيل سوى خلال الجائحة في أشهر الحظر والإغلاقات”.
ويؤكد مدير الاستقبال في فندق البحر الميت العلاجي نصر تايه، ان الأوضاع الاقتصادية والخوف من القادم، ما تزال تسيطر على الحركة السياحية التي تراجعت بشكل كبير في الفترة الماضية التي تلت الجائحة، موضحا ان الهم الأكبر للعائلة أصبح يكمن في توفير لقمة العيش، فيما أصبح التنزه والترفيه آخر أولويات الأسرة.
ويبين أن الجائحة ألحقت ضررا كبيرا بالأعمال، وأحدثت حالة من عدم الاستقرار الوظيفي، بخاصة في القطاع الخاص، إذ أن تراجع الأوضاع الاقتصادية تتسبب بالاستغناء عن الكثير من العمال والموظفين، في حين ما يزال الخوف يسيطر على البقية، ما يدفعهم ذلك إلى تقنين مصروفاتهم وتحديد أولويات الانفاق.
ويشير إلى أن هذه الأوضاع، بالإضافة إلى تبعات دخول المتحور "اوميكرون” إلى البلاد، أرجع نسب الاشغال في منطقة البحر الميت الى اقل من 20% في احسن الاحوال.
ويبين الرئيس التنفيذي لجمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، ان السياحة الداخلية كانت الأشد تأثرا بالأوضاع الاقتصادية، ما انعكس بشكل سلبي على الحركة السياحية إلى المنطقة، والتي عادة ما تشهد إقبالا كبيرا في أيام العطل خلال الأجواء المناسبة والجاذبة للتنزه والاستجمام.
ويضيف، ان القطاع السیاحي في منطقة البحر المیت، يشهد تراجعا غير مسبوق في نسب الاشغال، بعد ان بدأ بالتعافي من الآثار التي خلفتها الجائحة، لافتا إلى أن الأوضاع الحالية، ستزيد من الأعباء التي تتحملها المنتجعات، ما قد يدفعها لاتخاذ إجراءات كالاستغناء عن عدد من العاملين، ناهيك عن تدني رواتبهم نتيجة تراجع عدد السياح.
ويوضح مدير متنزه الأمير حسين المهندس سائد كريشان، ان النشاط السیاحي شهد الفترة الماضية تحسنا طفيفا، مع تحسن الأجواء في منطقة الأغوار والبحر الميت بشكل عام، لكنها ما تزال دون الـ50 %، مقارنة بالفترة نفسها التي سبقت الجائحة.
ويبين ان الحركة السياحية، ترتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الاقتصادي، فالوضع الاقتصادي الجيد يسمح للاسرة بتخصيص جزء من مصروفها للتنزه والترفيه، اما الصعب كما هو الحال راهنا، فحتما سيؤثر على قدرة العائلة على تخصيص مثل هذه المبالغ، بخاصة وان اقل الكلف قد تستنزف جزءا كبيرا من مدخولها.
يذكر ان النشاط السياحي في البحر الميت شهد عدة انتكاسات خلال السنوات الماضية اولها التراجع الكبير الذي شهد الأحداث الاقليمية في المنطقة تلاه التراجع الذي شهده نتيجة الازمة المالية العالمية واخرها كان التراجع غير المسبوق نتيجة جائحة كورونا.