زاد الاردن الاخباري -
أصيب أكثر من 120 متظاهرا خلال مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم الاحد، فيما أعلنت "تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم" الاعتصام أمام القصر الرئاسي حتى "إسقاط النظام".
وذكرت وزارة الصحة السودانية في بيان أن 121 إصابة حدثت بالعاصمة الخرطوم، وحالتين بولاية كسلا شرقي البلاد في تظاهرات الأحد.
وأشار البيان إلى "حدوث اشتباكات بين الشرطة والمحتجين في مناطق تجمعات المتظاهرين بالخرطوم، أدت إلى 121 إصابة بالعاصمة".
ولفت إلى أنه لم تسجل حالة وفاة في كل ولايات البلاد (18 ولاية) حتى كتابة البيان في الساعة (17:30 ت.غ).
وفي وقت سابق الأحد وصل آلاف المتظاهرين، إلى البوابة الجنوبية لقصر الرئاسة في الخرطوم، للتعبير عن رفضهم لاتفاق سياسي وقَّعه قائد الجيش ورئيس الوزراء، وللمطالبة بحكم مدني كامل.
وكان شهود عيان افادوا بخروج متظاهرين في مدن عطبرة والدامر ودنقلا والبرقيق وكريمة (شمال) ومدني والمناقل (وسط) والضعين ونيالا وزالنجي والفاشر وكبكابية (غرب) وكوستي والأبيض (جنوب) وبورتسودان وحلفا الجديدة (شرق) وسنار (جنوب شرق).
وتتزامن الاحتجاجات مع الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، التي دفعت قيادة الجيش على عزل رئيس البلاد عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019.
اعتصام امام القصر
وفي سياق متصل، أعلنت "تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم" مساء الأحد، الاعتصام أمام القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية حتى "إسقاط النظام".
وقالت التنسيقية في بيان أن الاعتصام يأتي "لإنجاز مهام الثورة وإسقاط النظام". ودعت جميع السودانيين للتوجه إلى القصر "لإعلان حصار الطاغية (يقصد رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان) وتحرير السودان من حكم المليشيات العسكرية"، على حد تعبيره.
وأضاف البيان:" نناشد كل القوى الثورية المهنية منها والسياسية للاصطفاف خلف مطالب التغيير الجذري والانعتاق من الحكم الشمولي العسكري".
وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/ نيسان 2019.
حماية المتظاهرين
من جهته، ناشد حزب الأمة القومي، الأحد، الجيش السوداني والأجهزة الأخرى، بحماية الجماهير المحتشدة أمام القصر الرئاسي.
وقال الحزب أحد أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير في بيان : "نناشد الشرفاء من قواتنا المسلحة والأجهزة الأخرى بأن يعملوا على حماية الجماهير المحتشدة الآن أمام القصر الجمهوري وفي كافة مدن السودان المختلفة".
وأضاف:" نناشد كذلك المكون العسكري بأن يستجيب لتطلعات الشعب المشروعة بتسليم السلطة المدنية للشعب وإعادة المسار الانتقالي الديمقراطي".
ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها البرهان في اليوم ذاته، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع البرهان، وهو رئيس المجلس الانتقالي أيضا، وحمدوك اتفاقا سياسيا يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.
إلا أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.