البقاء في مساحات الحديث حول المستقبل القريب والبعيد بمشاريع تدور في فلك كلمات مزخرفة تبقي واقع الحال في اطار القول بعيدا عن رؤية منتج مجسّد على أرض الواقع بمشاريع عملية وواقعية، مسألة لم تعد موجودة في مسيرة التنمية الأردنية، إذ غادرها الأردن بشكل عملي، وغاب حرف «السين» في أي حديث عن المنجزات ومشاريع اليوم والغد، فلم تعد كلمة «سننفذ أو سنقوم أو سننشئ» وغيرها من تلك التي تحمل طابع الوعد اكثر من الانجاز موجودة في هذه المسيرة التي يتابع تفاصيلها جلالة الملك بنفسه.
البقاء في المساحات الرمادية لا يرضي أحدا، وما يمكن تأكيده اليوم أن حالة من النشاط التنموي والاقتصادي باتت تسود المشهد المحلي بمتابعة شخصية من جلالة الملك لتجعل من رؤى القادم محاطة بتفاؤل كبير، وحسم بأن هناك مشاريع واعدة ضخمة لها انعكاساتها الايجابية على الوطن والمواطن، تقود الكثير من القطاعات لنشاط كبير يلمسه الجميع على أرض الواقع بنجاحات على مستوى اقليمي وعالمي.
وفق أي قراءة لما تشهده البلاد من حركة اقتصادي استثمارية تنموية، نجد أننا أمام حجم كبير من المشاريع التي تمنح أملا بيومنا وغدنا، ولا نبتعد عن حقيقة أنه من شأنها أن ترمم نتائج أيام وأشهر عجاف مرّت على قطاعات متعددة نتيجة لجائحة كورونا، كما كافة دول العالم، الأمر الذي يجعل من هذه المشاريع وببسيط الكلام هي مشاريع تدفع بنا جميعا لتفكير ايجابي بأعلى درجاته، بروح تفاؤل انتظرها الجميع.
وفي متابعة لحجم المشاريع التي تمكن الاردن بقيادته الحكيمة وعزيمة المواطنين من تجسيدها على أرض الواقع، مسطّرين حكاية تفوّق جديدة تشعّ نورا وألقا، مؤكدين أن المساحات الضبابية لا تليق بالأردنيين، والحسم بالانجاز هو الأساس في حياتنا جميعا، صانعين مجدا مختلفا أوله وآخره يشبه الأردن والأردنيين فقط، مبنيّا على عشق تراب الوطن وجعله دوما أساسا لليوم والغد كما كان أساسنا الأمس، فالحديث اليوم عن مشاريع مجسدة على الواقع تفتح بابا للأمل واسع الرؤى للجميع.
بالأمس، استمع جلالة الملك، في العقبة إلى شرح لحزمة مشاريع ستشكل إضافة نوعية للعقبة في القطاعات السياحية والصناعية والتعليمية والتكنولوجية، فيما تم الاعلان عن انجازات تحققت على صعيد القطاع السياحي، كانت بتنفيذ أجندة فعاليات سياحية وترفيهية، وكذلك تنفيذ العديد من برامج التدريب المهني والتقني، ما ساهم في توفير فرص العمل، كما أعلن عن إعداد مخطط شمولي جديد، لتصبح العقبة مدينة ذكية ومرنة وجاذبة للاستثمار والسياحة، واستمع جلالته لمشاريع أخرى هامة جدا من أبرزها إنشاء جامعة طبية وفرع لمركز الحسين للسرطان ومراكز للتسوق، وإعداد برنامج للتعليم من أجل التوظيف بهدف تدريب ألف شخص خلال عام، إضافة إلى ربط وادي رم بمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتطوير منظومة النقل في العقبة وربطها بالمثلث الذهبي، لتسهيل حركة انسياب الركاب والبضائع.
ومن المشاريع الضخمة أيضا والتي تجعل الجميع يخرج من فوبيا الخوف من المستقبل إقامة مشروع الكوابل البحرية الجديدة الذي أطلقته شركة جوجل العالمية، لربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا مرورا بالأردن، حيث تم اختيار العقبة كنقطة التقاء للمسارات الخاصة بالمشروع، وبطبيعة الحال كل هذه المشاريع المنفّذة على أرض الواقع هي غيض من فيض مشاريع تنفذ في عمّان وباقي المحافظات، والتي من شأنها إحداث واقع مثالي على كافة الصعد التنموية والاقتصادية.
يعيش الأردن اليوم حالة مثالية من العمل التنموي والنشاط الاستثماري والاقتصادي بمتابعة شخصية من جلالة الملك، تجعلنا جميعا ننطلق من أرضية صلبة بأن القادم ثري بالمنجزات وأن التفاؤل عنوان لحالة أردنية جادة يقودها سيد البلاد.