« خيط حرير على حيط عمي خليل» هل تذكرون هذه العبارة .... إذا كنتم لا تذكرونها فلا بأس، هناك عبارة أخرى»طبقنا طبق طبقكوا، بقدر طبقكوا يطبق طبقنا مثل ما طبقنا طبق طبقكو؟».
هناك العشرات من العبارات المشابهة، التي كنا نستعملها للإيقاع بالآخرين، أو يوقع الآخرون بنا بواسطتها، والمجال ضيق للنجاة من المقلب إذ أن حفظها وتسميعها بدون أخطاء مضحكة صعب جدا.
على سبيل اللعب، فلا بأس في هكذا عبارات في زمن ما قبل الكمبيوتر وملحقاته، فهو لعب برئ وجميل ومسلّي ولا يضر أحدا، ويمنحنا القدرة على الفوز على الآخر بدون أي مجهود يذكر.
المشكلة أن اسلوب هذه العبارات، انتقل إلينا في مرحلة ما بعد الكمبيوتر، وتحول من مجرد لعبة بريئة إلى وسيلة لتضييع الناس وإلهائهم بسواليف حصيدة من أجل تضييع القضايا الأساسية وتمييع المشاكل الحقيقية التي يعانون منها.
هذه اللغة الحلمنتيشية صارت أسلوبا إعلاميا يدرسه ناطقون رسميون من العرب في السراديب لتضليل الناس وتظليل الحقائق عن طريق بث جمل وكلمات متناظرة سمعيا، فلا تفهم منها شيئا، فتشعر بالعجز أمام سطوة المترادفات، فتدعي بأنك فهمت خوفا من الإحراج.
وإذا كنت صحفيا وكتبت بهذه اللغة، فلن يعترض عليك أحد ولن يشطب مقالك أحد.
إذا كنت معارضا، فهذا الكلام يرضي المؤيدين، ويقولون إنك معارض عقلاني يسرهم الحوار معك على قاعدة خيط الحرير اللي على حيط عمك خليل.
يقولون ان المرحوم غابرييل غارسيا ماركيز هو مبتكر الواقعية السحرية في الأدب، هذا صحيح، لكننا، نحن العرب، من ابتكر الواقعية السحرية في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلم .... حتى العلم.
بالمناسبة ، هذا المقال كتبته بأسلوب (خيط حرير)..
وتلولحي يا دالية