«جوجل» في الأردن، كلمات لحقها الكثير من التساؤلات عن طبيعة هذا الحضور، تساؤلات محاطة بالفخر والإعجاب، كون الحديث عن محرّك بحث جعل من العالم قرية صغيرة، ومن المعلومة قريبة المنال أيّا كانت صعوبتها أو غرابتها، الأمر الذي جعل الجميع يتساءل عن طبيعة المشروع الذي ستكون مدينة العقبة إحدى محطات تنفيذه.
قبل أيام، وفي اطار المشاريع قيد التنفيذ في مدينة العقبة التي استمع لها جلالة الملك عبد الله الثاني، إقامة مشروع الكوابل البحرية الجديدة الذي أطلقته شركة جوجل العالمية، لربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا مرورا بالأردن، حيث تم اختيار العقبة كنقطة التقاء للمسارات الخاصة بالمشروع، وبطبيعة الحال الحديث عن مشروع ضخم لجوجل يضع العقبة والأردن تحت مجهر الاهتمام العالمي علميا واستثماريا وتكنولوجيا، كما أنه يؤشّر لأهمية الأردن بشكل عام في هذا المجال عالميا، والعقبة التي تلقى اهتماما خاصا من جلالة الملك وولي العهد بشكل خاص.
المشروع المتوقّع تشغيله عام 2024، أعلنت شركتا جوجل، والاتصالات الإيطالية سباركل، مؤخرا رسميا عن إطلاقه، وهو عبارة عن «مشروع كوابل بحرية جديد يربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا ويمر بالأردن»، حاملا اسمي «بلو» و»رامان»، وتبلغ ميزانيته الأولية نحو400 مليون دولار، والمهم في الأمر أردنيا أنه تم اختيار مدينة العقبة كنقطة التقاء للمسارات الخاصة بهذا المشروع العملاق الذي يمتد لمسافة 8 آلاف كيلومتر، من الهند جنوباً إلى إيطاليا غرباً مروراً بالعديد من الدول والقارات، علما بأن شركة نايتل، وهي أحد استثمارات المدينة الرقمية في العقبة، ستقوم بتوفير خدمات البنية التحتية للمشروع داخل الأردن من تشغيل وصيانة.
وفي هذا الاطار الذي نتحدث به عن أهمية مشروع الكوابل الجديد، يحب الإشارة إلى انه أحدث إنجاز في عالم البنية التحتية للإنترنت عبر العالم من شركة جوجل، التي تستهدف زيادة قدراتها التنافسية لمواجهة طلب مقدمي خدمات الإنترنت وشركات الاتصالات المتزايد على شبكات إنترنت أكثر سرعة، الأمر الذي يجعل من وجود العقبة جزءا منه انجازا أردنيا، فمن غير المعقول أن يتم قراءة هذا المشروع قراءة سريعة، دون التأكيد علىى أهميته وأنه يشكّل علامة فارقة لمدينة العقبة والأردن في مجال الحضور التكنولوجي على مستوى عالمي.
الكوابل البحرية الجديدة ستعمل على تحديث الكثير من خدمات الانترنت على مستوى العالم، لجهة توفير السعات اللازمة لمقدمي الخدمات، وسعات رقمية بشكل أكبر لكل من الشركات والمستخدمين، مما سيجعل من هذا المشروع نقطة انطلاق جديدة في عالم الانترنت ومقدمي خدماته، ومستخدميه، ومن الرائع بمكان أن يكون الأردن جزءا من هذا التطوّر والتحديث، والحضور، والذي يؤكد على موقع الأردن المتقدّم بهذا المجال، وفي البيئة الاستثمارية الأردنية النموذجية.
مشروع الكوابل البحرية الجديدة الذي أطلقته شركة جوجل العالمية، لربط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا مرورا بالأردن، واختيار العقبة كنقطة التقاء للمسارات الخاصة بالمشروع، الذي استمع لتفاصيله جلالة الملك عبد الله الثاني يوم الأحد الماضي خلال اجتماع عقد بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، حيث جرى استعراض مخرجات خطة استراتيجية العقبة للأعوام الخمسة المقبلة، هو جزء من نجاحات العقبة لتكون مدينة ذكيّة وحديثة، ونموذجا في الإدارة الحديثة، وفقا لتوجيهات جلالة الملك ومتابعة ولي العهد، وهو مشروع يستحق قرءات دقيقة حول أهميته الكبرى، ومؤشراته الايجابية لمدينة العقبة وللأردن.