زاد الاردن الاخباري -
أصدرت محكمة تونسية الاربعاء، حكما ابتدائيا غيابيا بسجن الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي مدة اربع سنوات "مع النفاذ العاجل" بتهمة "الاعتداء على أمن الدولة الخارجي" بعد مطالبته فرنسا بوقف مساعداتها للنظام في البلاد.
وكان المرزوقي المقيم في باريس، انتقد بشدة خطوات الرئيس قيس سعيد عزل الحكومة وتجميد البرلمان في يوليو تموز الماضي، ووصفها بأنها انقلاب، ودعا إلى استمرار الاحتجاجات ضد سعيد بهدف إسقاطه.
وصرح المرزوقي في تشرين الثاني/اكتوبر الماضي لقناة "فرانس 24" الفرنسية، بأنه "يفتخر بسعيه لدى المسؤولين الفرنسيين لإفشال عقد قمة الفرنكوفونية في تونس باعتبار أن تنظيمها في بلد يشهد انقلاباً تأييد للدكتاتورية والاستبداد".
على إثر ذلك، أعلن سعيّد أنه "سيتم سحب جواز السفر الدبلوماسي من كل من ذهب إلى الخارج يستجديه لضرب المصالح التونسية"، في إشارة إلى سفر المرزوقي بجواز سفر دبلوماسي إلى فرنسا، والتصريح حول القمة الفرنكوفونية.
كما طالب سعيد وزيرة العدل بـ"أن تفتح تحقيقاً قضائياً في هذه المسألة، لأنه لا مجال للتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي".
وفي تعقيب على تصريحات سعيّد، ذكر المرزوقي في بيان نشره حينها على "فيسبوك"، أنه "غير معنيٍّ بأي إجراءات يتخذها رئيس البلاد ضده على خلفية مواقفه الرافضة لإجراءات 25 جويلية".
"قيس سعيّد فقد الشرعية"
والاسبوع الماضي، دعا المرزوقي الرئيس قيس سعيد إلى الاستقالة والدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية لا يعلن ترشحه إليها.
واعتبر المرزوقي في مقابلة مع قناة "الجزيرة" ان الطريقة الوحيدة لخروج سعيد “بسلام” من قصر الرئاسة هو الاستقالة معتبرا أن جميع قراراته الحالية “جعلته يفقد شرعيته منذ أن عطل العمل بالدستور الذي أقسم عليه عندما تولى رئاسة البلاد وتنكر له”.
وقال “قيس سعيد عمق الأزمات في تونس ورحلّها لعام آخر وخيّب ظن حتى أصدقائه ومن ظن أنه سيعمل على إنقاذ البلاد. لابد من محاكمته وعزله أو ليخرج بسلام ويرد الأمانة التي حصل عليها بانتحابه رئيسا لتونس” في إشارة إلى أن حكم تونس أمانه منحه إياها الشعب.
واعتبر المرزوقي أن الاستمرار في القرارات الأحادية الفردية واستئثار قيس سعيد بالسلطة تجعل البلاد “تسير بخطى ثابتة نحو مأزق دستوري واقتصادي غير مسبوق”.
وأردف “خلال العام المقبل سيحكم قيس سعيد بمفرده وبقوانينه ما سيؤجج الأزمة الاقتصادية في تونس لأن الدول لا تتعامل مع حكومات منقلبة وغير شرعية باستثناء بعض الدول القريبة التي قد تغامر بأموال وتستثمر لكن دون جدوى”.
واتهم المرزوقي قيس سعيد بأنه “شخص ديكتاتوري تابع لنظام سياسي فاسد من أنصار الثورة المضادة”.