زاد الاردن الاخباري -
قال سياسيون أردنيون إن تعليق السفير الأمريكي في بلادهم هنري ووستر، حول اتفاق "إعلان النوايا" مع الاحتلال الإسرائيلي، "تدخلّ خارجيّ في الشأن المحلي".
ورفضوا في مداخلات منفصلة تصريحات السفير الأمريكي حول "مصلحة الحكومة الأردنية من الاتفاق"، وأن "سد الأردن للعجز المائي، مصلحة أمريكية".
وأشاروا إلى أن تصريحات السفير، تؤكد "الدور الأمريكي في إنجاز الاتفاق المرفوض على المستوى الشعبي، وانصياع الحكومة للإملاءات الأمريكية".
تدخل سافر
وقال نائب أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ سالم الفلاحات، إن "تصريح السفير الأمريكي بشأن اتفاقية النوايا، تدخلٌ سافر في الشأن الداخلي للبلاد".
وبين أن "الجانب الرسمي الأردني يغض الطرف عن التدخلات الأمريكية في الشأن المحلي، رغم أنه يجب منع التدخلات الخارجية وعدم السماح بها".
وأضاف: "أمريكا استدعت وزير المياه والري إلى الإمارات لتوقيع إعلان النوايا، كرسالة أمريكية أننا سنساعد الأردن بكافة السبل، إذا وقع الاتفاقية مع الاحتلال".
مشروع بإدارة أمريكية
واتهم المحلل السياسي منذر الحوارات، الحكومة الأردنية بـ"عدم قول الحقيقة، حول اتفاق إعلان النوايا الموقع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي".
وعدّ الاتفاق "مشروع استراتيجي تديره الولايات المتحدة، والكيان الإسرائيلي في إطار صناعة المستقبل، بناءً على الرؤية الأمريكي- الإسرائيلية المشتركة".
وأوضح الحوارات أن "أزمة شح المياه الحالية في الأردن؛ بسبب فشل السياسات الحكومية السابقة في إدارة الملف".
وأكد أن "الاحتلال الإسرائيلي يتدخل في الشأن الأردني وسياساته الاجتماعية والاقتصادية"، وأن "لدى الاحتلال أجندة واضحة لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".
ويعتقد الحوارات أن "مجلس النواب لا يستطيع إنهاء الاتفاق"، ورأى في تحويل الملف إلى لجنة الزراعة والمياه النيابية، "تقليلًا من أهمية الاتفاق".
ونبّه إلى أن "إعلان النوايا" ملف سيادي، ولا يقتصر على القطاع الزراعي والمائي، محذرا من "آثار كارثية كبرى، سيلحقها الاتفاق بالأردن".
ودعا الحوارات إلى إحالة الاتفاق على لجان قانونية؛ لمناقشته وبحث أثره على علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية.
إهانة للشعب الأردني
وذهب منسق حملة "غاز العدوّ احتلال" هشام البستاني، إلى أن تصريح السفير الأمريكي حول الاتفاق، "إهانة للشعب الأردني".
وقال البستاني: "هذه التصريحات تثبت أن كل القرارات الاستراتيجية في الأردن تؤخذ في مستويات لا علاقة للحكومة بها".
وأضاف: "الحكومة مجرد أداة تنفيذ، وفي بعض الأحيان تكون غائبة لا تعلم شيئًا، أو أنها تصرح بشكل مضلل للمواطنين".
وقال السفير الأمريكي في الأردن هنري ووستر، الإثنين الماضي، "إن بلاده لم تكن جزءاً من المفاوضات الخاصة باتفاق إعلان النوايا، الذي تزود بموجبه إسرائيل الأردن بالمياه مقابل الطاقة".
ووصف "ووستر" خلال لقاء صحفي، الاتفاق بـ"أنه ليس مشروع سيادي بل تجاري"، مشيرا إلى أن "مصلحة الأردن في تنويع مصادر المياه لديه؛ ليتمتع بالمزيد من المرونة".
وقال إن "شح المياه في الأردن، يتطلب اتخاذ تدابير فورية"، وإن "أي أمر من شأنه تعزيز الاستقرار في الاردن هو مصلحة بالنسبة لواشنطن التي تدعم مشروع الناقل الوطني الذي يهدف الى تحلية مياه البحر وضخها الى عمان ومناطق اخرى".
ووقعت الحكومة الأردنية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتفاق "إعلان النوايا"، والذي سيبحث تزويد "إسرائيل" للأردن بمياه محلاة، مقابل الطاقة النظيفة، بتمويل إماراتي ورعاية أمريكية، وفقا لبيان صدر عن مجلس الوزاء الأردني.
وأحال مجلس النواب الأردني في 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري، جميع توصيات أعضائه المتعلقة بملف المياه والمرتبط باتفاق "إعلان النوايا"، إلى لجنة الزراعة والمياه، وكلّفها بدعوة الخبراء والمختصين والاستماع إلى آرائهم. قدس برس