حسن محمد الزبن - العراك بالأيدي أو الأحذية أو السلاح لن يكون مستغربا تحت قبة أي برلمان عربي، وبالذات قبة البرلمان الأردني خاصة أن الموضوع مختلف تماما؛ فإنه انتصار وفزعة لحقوق النساء في المساواة، نعم النساء(الأردنيات) لتكون قبل أو بعد كلمة(الأردنيين) في تعديل المادة السادسة من الدستور.
لهذا تطورت الجلسة من درس اللغة العربية حين تم البحث في النحو واللغة، وهل كلمة أردنيات ضرورة أم زيادة؟ ولما تعسر الأمر واختلفت وجهات النظر بين النواب هداهم الله وأصلح بالهم، انقلبت الجلسة إلى حصة الحساب، وما أدراك ما صعوبتها خاصة في موضوع الضرب، وكان الاشتباك والشتائم في فضاء القبة الذي وصل صداه إلى شارع العبدلي، وعموما وصل الشارع الأردني، والشارع العربي أيضا.
ونحن نستعرض الفيديوهات والصور نشعر أن الوطن مبتلى، فالشارع الأردني مأزوم ويعاني حالة من موجات الضغوط ويتقشش ببعضه، وممثليه تحت القبة ليس أحسن حالا، صدقا حالة صادمة وتعطي مؤشر أن المرحلة صعبة، وأن النخب يجب أن تضبط أعصابها لأن ما يصدر عنها تراقبه عدسة الكاميرا، وعين المواطن، وأي مراقب للعمل العام.
ما جرى تحت القبة كان جملة من تجاوزات يستهجنها الأردنيون، ولا أظن مؤسسة العرش مغيبة عما حصل أيضا، ويعتبر حالة من غياب للدبلوماسية، وإخفاق بأدبيات الحوار، خاصة في حضرة الدستور، الأساس إطفاء نوع من الوقار له، بدلا من الصخب والفوضى التي عمت وخدشت حرمة القبة.
لا تندهشوا أيها الأردنيون، وكما قلنا هذا يحدث وأكثر من ذلك، حدث في إفريقيا، وحدث في مصر، وحدث في تونس، وحدث في دول أخرى، سنتجاوزها كما غيرها، ونسأل الله أن تهدأ النفوس، وأن يتدخل أهل الخير والمشورة والإصلاح بين النواب الكرام، وما هي إلا ساعة من ساعات الغفلة، فاللهم نسألك هيئ النفوس للخير، وألهمها الوفاق مكان الشقاق، إنك سميع مجيب.