بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - ما يشهده العالم بعد الحرب العالمية الأولى والثانية من صناعات عسكرية، فاقت كل التوقعات، أصبحت قمة التكنولوجيا العسكرية في صناعة الأسلحة التقليدية والغير تقليدية، فكان الرائد في مثل هذه الصناعات الولايات المتحدة الأمريكية بصناعتها القنبلة النووية، بعد أن حسمت الحرب في اليابان وكان الدمار الهائل الذي خلفته.
في هذا العصر أصبحت إستراتيجيات الدول الكبرى أن تمتلك مثل هذه القنابل كقوة ردع لأي دولة معادية، وفي نفس الوقت لا يمكن لأي دولة تمتلك مثل هذه القنابل بان تستعملها لأنها تعتبر بمثابة دمار شامل للدولة في حال تم تبادل القصف بمثل هذه التكنولوجيا العسكرية المدمرة والفعالة، فكان الاتجاه بصناعة الصواريخ القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، في هذا الزمان بدأت هذه الصناعة تزدهر بشكل كبير وواسع في جميع دول العالم فمنها الصين وروسيا وإيران وتركيا وغيره الكثير باعتباره سلاح رادع وفعال أكثر من القنابل النووية وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً.
روسيا مثلاً باتت إستراتيجيتها في الصواريخ مهمة في الأزمة الأخيرة مع أوكرانيا، فتجربتها لصواريخ أسرع من الصوت ترسل بها رسائل بأنها قادرة على الوصول لأي دولة تحرض على استقلال أوكرانيا وطبعا الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً، والاتحاد الأوروبي الذي تحاول أوكرانيا الانضمام إلى هذا الاتحاد.
وعلى نفس الخطوات أيضاً الصين تقوم بتجربة صواريخ اقرب ما تكون إلى حرب النجوم بإرسال صواريخ إلى مدار الأرض لتعديل معادلة الردع مع الدولة المعادية أيضاً، ونجحت في ذلك، فباتت إستراتيجية الصين العسكرية تعتمد على صناعة الصواريخ العابرة للقارات والذي تسير بسرعات هائلة أسرع من الصوت بعدة مرات، وهناك مقولات ليست بالأكيدة بأنها قامت بصناعة الصحون الطائرة بتكنولوجيا متطورة جداً ومجهولة لدى دول العالم، والذي تعتزم تجربتها في الوقت القريب إن لم تكن جربتها فعلياً.
فإيران مثلاً قامت بمناورات الرسول الأعظم هذه الفترة بتجربة صواريخ طويلة المدى تحاكي أهدافاً داخل الكيان الإسرائيلي بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لإيران، فهذه الصواريخ قادرة على وصول هدفها بدقة متناهية، فقد جربت تكنولوجيا الصواريخ بقصفها قاعدة عين الأسد، وكانت إصاباتها دقيقة فالتطور الإيراني في الصناعات العسكرية وخصوصاً الصواريخ المتطورة والمجنحة أصبح يقلق أمريكا وحلفاؤها، والإعلان إيران بأنها قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة (60%) أو أكثر من ذلك، كان بمثابة الصاعقة للعالم والعدو الإسرائيلي.
هناك دولاً كثيرة في هذه الفترة تقوم بتجارب لصواريخ طويلة ومدمرة منها باكستان مثلاً وتركيا وغيرها الكثير من دول العالم الكبيرة الذي تريد اعتماد إستراتيجية حرب الصواريخ بدلاً من استعمال أسلحة الدمار الشامل المدمرة للبلدين المتحاربتين في حل نشأت بينهم أي حرب.
فصناعة الصواريخ بدأت تنشأ بشكل قوي في العالم، والكل يفاجئ العالم بتكنولوجيا صواريخ غير متوقعة سواءً كانت هذه الدول إسلامية أو غير إسلامية، وهذه الإستراتيجية تربك الولايات المتحدة الأمريكية على كل الأصعدة، ويجعلها لا تستطيع أن تخوض حرباً إلا بالوكالة، فأوكرانيا نموذجاً كي تقوم بإضعاف روسيا بعد التطور الروسي في الصناعات العسكرية، وتايون لمحاربة الصين بالوكالة من خلالها.
المملكة الأردنية الهاشمية