للبدايات دوما طعم السكّر، مذاق تحلو به التفاصيل ونأخذها دوما على محمل الحبّ، والاستكشاف لما تخفيه لنا، برؤى نرى فيها دوما القادم بعين الرضا والتفاؤل، والأمل بأنه مثالي خال من أي تشوهات، ناصع الجمال برّاق الأحداث، مستبعدين تماما أي سوء أو نهايات لا تليق بروعة البداية.
هذه الأيام حيث بدايات عام جديد يحمل ألقا مختلفا منذ أولى أوراق رزنامته، بجمالية رقمه 2022، رقم متناسق وربما يمكن وصفه بالأنيق من بين أرقام السنين، نبدأه بروح تتوق لمغادرة عام لم يكن ايجابيا بتفاصيله، عام لم يترك في ذاكراتنا الكثير من الأحداث الايجابية بحجم السلبية من إرثه، وعلى الصعيد الشخصي مضى عام 2021 وقد اقتطع قطعة من قلبي بفقدان اعزاء على قلبي انتصرت عليهم «كورونا» والأمراض الأخرى، كان سيئا بكثير من أحداثه، وتعرضت لوعكة صحية سرقت من أيام هذا العام اربعة أشهر، لم أعشها حياة طبيعية، لكنني خرجت والحمدلله منه بنعم من الله كثيرة واكثر مما استحق، نِعم في عائلتي وفي عملي وفي كل من أحب، منحني الله ما أُحب وأرضى.
أيام مضت نطوي صفحاتها على أمل أن يكون القادم أفضل، أيام مضت حملت أوجاعا لفقدنا اشخاصا نحب، وضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية، وحتى سياسية، وترقّب لمؤشرات اصابات كورونا، بين تفاؤل وتشاؤم وخوف وراحة، مرّ عامنا الذي أغلقنا أبوابه أمس الأول، مفارقات بين ضحكة ودمعة نزعنا بعدها آخر أوراق رزنامة عام 2021، حمّلتنا ذكريات لن يقوى عليها النسيان أيّا كانت مهاراته، لكنه مضى دون رجعة!.
تسير خطانا نحو بدايات جديدة بنكهة الفرح، بدايات أملنا بالله أن تقودنا لتفاصيل مليئة بالخير والفرح، والانجاز والاختلاف الايجابي، بدايات نشحذ هممنا من مخزون قوّتنا، أو بقاياه، سيرا نحو أيام معطّرة بالياسمين كما هي أحلامنا، التي خلقت لتكون واقعا ولو بعد حين.
لست ممن يجيدون كتابة الأدبيات ولا اتقنها، لكنه قلمي جرّني اليوم لأكتب عن بدايات جديدة برائحة الياسمين على أمل أن تكون لقادم مليء بالخير والرضا والبركة للجميع، بدايات أرى بها اختلافا يجعلني أتوقف عند روعة البدايات، تاركة التفكير السلبي على قارعة طريق سنة مضت أغلقنا بابها منذ ساعات، بدايات جديدة ومع حداثتها تتولّد الطاقة الايجابية بقادم أفضل بإذن الله.
كل عام وبداياتنا جميلة وتفاصيل حياتنا أجمل، كل عام والوطن بخير وقيادتنا بكل الخير، كل عام ونحن ومن نُحب بخير تخبّئ لنا بداخله الأيام الأجمل.