زاد الاردن الاخباري -
كتب : عبدالهادي راجي المجالي - أريد أن أكتب رسالة للسيد صالح العرموطي, أريد أن أعاتبه على رفضه إضافة الأردنيات على الدستور..
ألا تستحق جميلة أن تضاف إلى الدستور؟ وجميلة–يا أستاذ صالح- تفيق من الفجر, والشايات التي تغليها في الصباح رائحتها أشهى من المسك, وهي تصلي.. وتطعم الأولاد, وتدعو بالرضا والفلاح للزوج... ألا تستحق جميلة أن تكون في الدستور؟
ألا تستحق (ليلى) أن تكون في الدستور أيضاً؟ وليلى دعني أخبرك عنها يا (أبا عماد).. ليلى من الجنوب الصابر المتعب, الكبرياء في عيونها أكبر من الكبرياء في عين وطن كامل, تمضي كل أيامها في مشغل للخياطة... توفي زوجها في حادث سير وقررت أن تربي الأطفال وحدها, وقررت أيضاً أن تلتحف التقوى وأن تقاتل في حياة.. صعبة ومتعبة, ليلى لا تعرف الفنادق الفاخرة.. ولا تعرف «سيداو».. ولا تضع أحمر الشفاه... وتجمل نفسها بالصبر والصلاة فقط, ألا تستحق ليلى أن تكون ممثلة بالدستور؟
اسمح لي أن أعاتبك أيضا, لأجل (أم تهاني).. وهي أيضا سيدة من مخيماتنا الصابرة.. تنسج الأثواب الفلسطينية, وتنسج الأزياء التراثية.. وتبيعها في المحلات وتساعد زوجا أتعبت الحياة نواظره, وهي تجيد طبخ (المسخن).. وتجيد خدمة الأولاد, وأم تهاني.. صوتها هادئ مثل سريان الماء, ووجهها كما تراب بلدنا.. وحبها للدار والعائلة لا يعادله شيء..
أم تهاني ليست من السيدات اللواتي يرتدين الكعب المنمق, ويشاركن في ندوات متعلقة (بالجندر) في فنادق من فئة (5 نجوم), وهي لا تعرف (الكروسان).. ولا (الكابتشينو).. وهي لم تخرج في مظاهرات لأجل المجتمع (الأبوي).. والأهم أنها لا ترتدي (لويس فيتون).. ولا يوجد سائق, والعطر الفرنسي هو آخر اهتماماتها... ألا تستحق أم تهاني أن توضع في الدستور..
أيضا لا أنسى الإشارة (لخديجة)... هي مثلهن لا تختلف عن الأخريات, موظفة في وزارة سيادية, وهي لا تحب الذهب.. لقد قامت ببيعه منذ عام, لأجل زوجها.. واقساط القرض, وهي أيضا مجدة في عملها, وتحضر لبرنامج الماجستير.. وترعى الأولاد, وتقيم الصلاة في وقتها.. وتحب الحياة.
أنا مع إضافة الأردنيات.. إذا كانت هذه الكلمة تعبر عن: ليلى وأم تهاني وخديجة... أنا مع الإضافة...
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي