أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس بارد نسبيًا الأحد .. وعودة لتساقط الأمطار مساء الإثنين العموش: سأقدم مذكرة نيابية لإقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات تجدد الجدل في الأردن حول قانون إلغاء حبس المدين بعد شهور من إقراره الأردن .. موجة جني أرباح تشجع المواطنين على بيع الذهب فتح باب التقديم لوظيفة أمين عام الإدارة المحلية للشؤون الفنية - تفاصيل ميزات صوبة (الشموسة) حسب الشركة الصانعة اردني يرمي 19 ألف دينار بالقمامة .. والأمانة تعيدها إصابة شخص في مشاجرة بمنطقة الصريح والأجهزة الأمنية تحقق كتلة نيابية أردنية تطالب وزارة الصناعة بقرارات فورية بعد خنق صوبة الشموسة ١٠ اشخاص إدارة السير تحذر من تدني الرؤية الأفقية بسبب الضباب إصابة شخصين بتدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء ‏‏كهرباء إربد: فصل مبرمج للتيار عن مناطق في جرش الأحد الداخلية السورية تنشر تفاصيل جديدة عن هجوم لـ"داعش" في تدمر سقط فيه جنود أمريكيون الروابدة يرعى المؤتمر الوطني للإدارة المحلية الذي نظّمه حزب مبادرة ‏‏ولي العهد يطمئن على صحة يزن نعيمات هاتفيا أمانة عمّان تستعيد 18.9 ألف دينار ألقاها مواطن في حاوية النفايات بشرى سارة للأردنيين .. تجدد الأمطار يوم الاثنين خطة لإنشاء مواقف سيارات طابقية في السلط اختتام برنامج "فن التعامل مع الخيول والحذو" في العقبة التعمري يواصل التألق ويقود رين لانتصار مهم على بريست في الدوري الفرنسي
احتلالان وليس مجرد احتلال واحد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة احتلالان وليس مجرد احتلال واحد

احتلالان وليس مجرد احتلال واحد

04-01-2022 05:23 AM

ماهر أبو طير - لم يعد هناك أي حياء، ولا خجل، وقد عشنا حتى رأينا هذه الايام السوداء بحق، فالمجاهرة بالفاحشة السياسية، باتت امرا عاديا، والذي لا يعجبه هذا الذي يجري، بإمكانه ان ينتحر.
يذهب الرئيس الفلسطيني إلى تل ابيب، سراً من اجل ان يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وهذا اللقاء الثاني خلال شهور، فقد كان اللقاء الاول في رام الله المحررة، ووفقا للتسريبات فقد اكد الرئيس اهمية التنسيق الامني، وتمشيط الضفة الغربية، ومنع اي نضال ضد اسرائيل، اضافة إلى أن الكلام معتاد عن مشروع التسوية السياسية، والعلاقات الاقتصادية مع اسرائيل، وهذه مجرد عناوين تخفي خلفها تفاصيل خطيرة جرت في اللقاء.
بشكل علني يقول الرئيس هنا، ان دور السلطة هو امني فقط، خصوصا، انه يعرف ان لا مفاوضات سلام، ولا دولة فلسطينية في الافق، وهو هنا يستبدل مشروع الدولة الفلسطينية وفقا لتفاهمات اوسلو، بدور وظيفي امني معروف، بلا ادنى تردد ولا حتى مجرد خجل مما يجري.
كل هذا الذي نراه يتزامن مع حصيلة نهاية عام 2021، إذ اقتحم المسجد الاقصى اكثر من 34 الف مستوطن اسرائيلي على دفعات، والاعتداءات على المقدسيين، والفلسطينيين، وما يجري في مدينة الخليل، وقصف غزة، وغير ذلك، وما نراه من حصيلة عام كامل من الاحتلال، حصيلة خطيرة لا نستثني منها ما جرى في القدس والضفة الغربية، وقطاع غزة، نهاية شهر رمضان العام الماضي، وهو مشهد لا يمكن ان ينساه احد، ويثير التساؤلات حول كل وجود السلطة المتفرجة.
من المؤلم جدا، ان تتسرب المعلومات هنا حول اعتراضات السلطة، ايضا، على مشروع تبادل الاسرى مع الاحتلال، وما يتردد عن رفض السلطة لخروج اسماء محددة، واذا كانت السلطة تعترض على اتمام صفقة تبادل الاسرى، لحساباتها، فلماذا سنلوم الاحتلال ذاته على افعاله؟.
هذا الوضع خطير جدا، وقد لا يستمر، برغم كل الكلام عن قوة السلطة، فالاحتلال استبدل وجوده بقوة امنية بديلة، تعتقل، وتبلغ عن المطلوبين، وتلاحق الفلسطينيين، واذا كان الشعب الفلسطيني طوال عقود، تحت الاحتلال، يواجه ويتحدى، فلن يكون منطقيا ان يسكت طويلا امام هذه السلطة، واجهزتها، بما يفتح الباب للتساؤلات حول مصير ذات السلطة، في توقيت ما.
إلى متى سيحتمل الفلسطينيون هذا الدور الخطير الذي يجري بأسمهم، وعلى مرأى أعينهم، بما يفرض ايضا على كل من يتابعون الاوضاع في الضفة الغربية، ان يضعوا في حسبانهم كل السيناريوهات داخل الضفة الغربية خلال العام الحالي، نتيجة لممارسات طويلة ومتراكمة.
بهذا الدور الامني الوحيد لسلطة رام الله، يكون الشعب الفلسطيني تحت احتلالين، احتلال اسرائيل لغالبية فلسطين، ودور السلطة الذي يأتي بالوكالة نيابة عن اسرائيل في الضفة الغربية، ولعلها مفارقة كبيرة، ان يكون الشعب الفلسطيني تحت احتلالين معا، بعد ان عاش هؤلاء لعقود متواصلة يبحثون عن حريتهم، ودولتهم، فيما تم تجريعهم سم اوسلو، بما ادى إلى شرعنة وجود الاحتلال على غالبية فلسطين، وعزل الضفة تحت ادارة امنية تجاهر وتتفاخر بدورها الامني.
لماذا سيلوم الفلسطينيون العرب، وغيرهم، على مواقف كثيرة، اذا كان هذا هو حال السلطة التي صالحت اسرائيل، وتنازلت للاحتلال عن ثلاثة ارباع فلسطين، دون وكالة من احد، ثم استغرقت في دور امني بشع، يتجاوز حتى الاحتلال، بتفاصيله المعروفة داخل الضفة الغربية، والامر ذاته ينطبق حتى على ملف القدس، الذي تسدد له السلطة، الطعنة تلو الطعنة، وتضعف حمايته، بكل هذا التفريط والتنازل والضعف والارتماء في حضن الاحتلال الذي يدرك طبيعة من امامه.
لقد عشنا حتى راينا هذه الايام، والمؤكد هنا، ان هذه التشوهات سوف تزول، في توقيت ما، ولا يعقل ان تتحول القضية الفلسطينية، من قضية دحر كل الاحتلال، إلى التنسيق الامني مع الاحتلال، تحت مسميات مختلفة، بعد ان ثبت ان كل قصة الواقعية السياسية، مجرد اسم مستعار للهزيمة والخذلان والاستسلام للمحتل، بشروطه هو، وبتواقيته التي يفرضها ايضا.
اوسلو وفريقها اخطر على الفلسطينيين من اسرائيل ذاتها.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع