زمن يتنطّع فيه المارقون إلى أمكنة ليست لهم ..وينط فيها المشلول إلى موقع كلّه حركة و يصبح زعيماً للهجوم ..!
هذا زمن محشوٌّ بالزيف ..ملغوم حدّ التخمة بالخديعة ..يتسابق دائماً فيه اثنان على ( حبة بندورة ) و يكسب السباق ؛ الشبعان الذي في بيتهم بدل ( الحبّة ) حبّات وبدل الكيلو مائة كيلو ..ويخسر السباق الجائع الذي لم يكن به من عِلّةٍ سوى أنّ جوعه خذله ..!
هذا زمن الزيف .. للزائفين الذين يتقنون تلويث الفكرة ..و تلوين النقاء ..و العربدة على سلامة الأشياء..ومحاصرة الشرف وإلقاء القبض عليه دون الإعلام عن مكانه ..واقتياده إلى جهة مجهولة و دون طلب افتداء لذلك ..!
هذا زمن الزيف ..الذي يعطي الكاميرات ..للغانيات والقيان و الجواري ..و يجعلهن يَقُدنَ هذا الزمن لأنهن فقط يملكن ( أسباب التنازل ) و هنّ أقرب إلى أوّل مهنة ..ولأن ( سوقهنّ ) دوما رائجة لأن بضاعتهنّ لهاثٌ على لهاث ..! ولكنّ زمن الزيف هذا يحوّل كل لهثةٍ إلى مسلسلٍ او فيلم قبيح لا يصمد إلا في الحمّامات ..!!
هذا زمن الزيف ؛ ولا جدال ..لأن الخرق لم يتسع إلا لأنّ الراتق غير موجود ..ولأن الخيّاط ترك الخياطة للعميان ..ولأن الخيّاط صار ( أستازاً ) في الموضة وكشف العورات ..بعد أن كان ( أستاذاً ) في الأخلاق وستر العيب ..!
زمنٌ الزيّف ..لأنّ من يُصفّق و من يضحك ..ومن يحتلّ المكان و المكانة ..مزيّفون ..ولم يأتِ أحدٌ بعد ليحرر المكان من احتلال الزائفين المزيّفين ..!! و حقّاً ليس كلّ ما يلمعُ ذهباً ..فالسرابُ يلمع من بعيد أيضاً في أعين العطاش وغيرهم ..!!