فايز شبيكات الدعجه - لا غرابة في مقتل احد تجار المخدرات قبل ايام اثناء قيامه باطلاق النار على رجال الامن العام عند محاولة القبض عليه وهو مصير مجرمي المخدارات المعتاد، وعليهم توقع هذه النهاية الحتمية المبكرة التي تفضي للموت والسجن والمرض.
وفي سياق الحادثة نستذكر مباشرة المثل القائل (الدوله سيفها ضافي وميتها هافي)، وفعلا مرت العملية كما مر غيرها مرور السحاب بلا تداعيات، وانتهت وقتها واصبحت طي النسيان، واعلنت مديرية الامن العام النبأ في بيان مقتضب، وقالت انها مستمرة في واجبها لملاحقة وضبط كل من يهدد سلامة المجتمع ويروج السموم داخله، وانها ستتعامل معهم وفق احكام القانون وبكل حزم ودون تهاون ولن تسمح لهم بمتابعة نشاطهم الاجرامي تحت اي ظرف كان.
لعل في القضية ردع لمن تسول له نفسه اشهار السلاح بوجه رجال الامن، ورسالة لكل المشتغلين بالمادة القاتلة مفادها أن ذات القوة الامنية المدججة متجهة نحوكم بهمة وبمعنويات عالية، وايمان مطلق بسمو الهدف، والمسألة مسألة وقت ليس إلا، ونجاتكم بترك ما بايديكم من الحرام وتسليم انفسكم للعدالة واعلان التوبة.
في مثل هذه الموقف الوظيفي الخطر الذي يهدد حياة رجل الامن فأن قوة المداهمة متأهبة ومدربة، وجاهزة تماما للتعامل مع الازمات والمواقف الميدانية الطارئة عند ضبط المخدرات، وقدمت ادارة مكافحة المخدرات الكثير من الشهداء في عمليات ضبط مماثلة اثناء قيامهم بواجبهم الوطني المقدس.
ثمة تحولات مشهودة تجري الان لتعزيز الادارة بامكانيات غير مسبوقة لتتمكن من بلوغ اهدافها والحفاظ على سلامة مرتباتها، ورفع مستوى كفائتهم من حيث الاستعداد والتأهب ،فأليهم يعود الفضل في منع ادمان الاردنيين، والتدخل السريع لمحاصرة المروجين،ولعل ايمان رجال المكافحة بأهمية وظيفتهم وشعورهم بحجم عطائهم العظيم هو السر وراء الروح المعنوية المتعالية التي يتحلون بها كلما اشتدت الازمات، وكلما قدموا المزيد من التضحيات والشهداء.
القضية وما سبقها من عمليات نوعية متلاحقة جددت القناعة بأن جهاز الامن العام جهاز محترف يقظ، ونأى بنفسه عن الغفلة، وعن كل مظاهر الارتخاء، ويبدو انه بصدد وضع حلول نهائية لمعضلة المخدرات المزمنة التي اتسع نطاقها في الاونة الاخيرة.