بقلم لين عطيات - للمجهر وجهان وجه أقرب من الآخر لتحديد المكان يستخدمه الجميع لتغطية الأحداث وتسليط الضوء على القضايا، وتأخذ هذه القضايا شكلاً حسب ما تقضيه المصالح إلا أنا هذا الوجه يخفي الحقيقة التي تنتمي للأصالة ، فهذه الجهة من المجهر التي نتخذها سبباً لإضاح أسباب الأمور تكون سبباً لتشويهها والتشويش عليها في مواضع معينة، فلو أننا أخذنا الجهة التي تضخم ما هو صغير ووضعناها على خارطة العالم منها إلى خريطة الأردن مساحة وقضايا وبحثنا عن واضع الخلل و الثغرات التي فيها لن تنتهي الصحف من طرح القضايا الخطيرة بملفاتها المتراكمة والكثيرة و لن يكف الصحفيون عن البحث والكتابة والاستقصاء ،فلن نجد بقعة خاليا من قضية ساخنة تشغل تفكير الشارع الأردني على أنها قضايا شعبية ومطالب تطلب منهم التواجد كحشود على الرابع، ولو أننا انتقلنا إلى الوجه الآخر من المجهر أو أننا تركناه واعتمدنا على نظرنا الثاقب في الرؤيا والتحليل والبحث سنجد أن الخريطة العربية لا يرى منها إلا الأردن وبعض من الدول التي لا نستطيع المقارنة بينها وبين الأردن لضخامة مساحتها ولإمكانياتها التي تلغي حقها بالمقارنة مع الأردن .
فالأردن على هذه الخارطة مازال أخضراً بين ألسنة لهب أخفت مواضع نقاط القضايا تذوي حولها حتى بدى الأردن بارزاً بوجوده لتلوح قضية كيف له أن يكون صامداً بين هذه الألغام والنيران للآن !
إن الخريطة تبدي الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات تحمل في صلبها ممحاة لنقاط القضايا التي يتخذها البعض وسيلة لهدم عقول الشارع الأردني بأن الأردن وشعبه ليسوا بخير ..... فهنا تكمن الحقائق التي تخفيها مجاهر البعض بأن الأردن قوي رغم قلة موارده وصغر مساحته وكرم استقباله للاجئين وقوي رغم رداءة ملفات المياه والكهرباء والميناء التي لا نشكوا منها أي شيء فلم يصبنا شيء فلم نعش حالة من التقنين ولا فقداً للمستزلمات ، فإن كل ما أصابنا هو الخوف الذي تبثه الصحف والأخبار .... تناسوا أن يخبرونا بأننا مازلنا في أوج مقاومتنا وأن كل هذا ما هي إلا ظروف كأي ظرف استطاع الأردن بأن يقاومه حتى الانتصار وأن خلف كل هذا ملك عظيم ما شهدت هذه الخارطة مثله فالذي يضمُ لاجئاً لا يستطيع أن يفرط بابن وطنه .
أيها الإعلام بث إلينا تفائلاً و لا تخبرنا بالخبر على أنه مصيبة بل بثه على أنه تحدي يحتاج لعزم أردني ودعواتٍ لنشمية .