زاد الاردن الاخباري -
اعتبر الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني ان الوضع الوبائي الحالي الذي تشهده المملكة من ازدياد سرعة انتشار المتحور الجديد «أوميكرون» وظهور عدوى مشتركة بين متحورات كورونا في بعض الدول كـ «دلتا كرون»، يتطلب تفعيل اجراءات محددة وسريعة من قبل الجهات المختصة خصوصا خلال الشهرين القادمين.
وطالب الجهات المعنية والمواطنين، بعدم الاستهانة بالوضع الوبائي الحالي، وعدم تخفيف الاجراءات بل تفعيلها، والتركيز على الوقاية الصحية ومتابعة تنفيذها ومراقبتها في الحياة اليومية، من المحافظة على التباعد ومنع التجمعات وارتداء الكمامة.
وحث على إغلاق المؤسسات التي تشكل بؤرا لتفشي الفيروس، وتفعيل أمر الدفاع (35) بشكل حازم دون تهاون، والذي ينص على ضرورة تلقي المواطنين لجرعتي اللقاح، للتمكن من دخول المؤسسات العامة والخاصة والمرافق الأخرى من مولات وغيرها.
وأشار الى ان المتحور الجديد «اوميكرون» بدأ بالانتشار السريع بين المواطنين حاليا، وعلى الرغم من ان المتحور الأكثر انتشارا لدينا ما زال «دلتا»، إلا انه من المتوقع ان يكون «اوميكرون» هو السائد خلال الأشهر القادمة، نظرا لسرعته الشديدة في نقل العدوى، وزيادة أعداد الإصابات لأرقام كبيرة، وبالتالي التخوف ان يصل لفئات ذات اختطار عال من أصحاب الأمراض المزمنة ونقص المناعة، وانعكاس ذلك على إدخالات المستشفيات، حيث يشكل الان 15% من عدد الإصابات الإيجابية.
ومع تطورات متحورات فيروس كورونا التي يشهدها العالم، وكان اخرها ظهور عدوى تجمع متحورين في دول عديدة هما أوميكرون ودلتا، والذي أطلق عليه اسم «دلتا كرون»، قال المعاني: ان هذا المزيج من الممكن ان يؤثر على شكل الفيروس بشكل جذري، وقد يسبب أعراضا مشتركة يسببها المتحوران بنفس الوقت، كسرعة الانتشار والعدوى الناتجة عن اوميكرون، وحدوث اعراض متوسطة لشديدة ناتجة عن دلتا، او ربما ظهور أعراض جديدة، لافتا الى ان الدراسات ما زالت قائمة حتى الان حول هذا الموضوع.
وبين ان المملكة ظهرت فيها أنواع عديدة من فيروس كورونا، كالفيروس الأصلي، والمتحور «دلتا»، والمتحور «أوميكرون»، ومن المتوقع ان يظهر لدينا أيضا ازدواجية بالمتحورات مثل «دلتا كرون»، أسوة بالدول الأخرى، وهذا كله يتطلب تفعيل الاجراءات خصوصا الشهرين القادمين والتي تنشط فيها الفيروسات كوننا في فصل الشتاء، للحد من ارتفاع الإصابات والأعراض التي ستصيب المصابين، وتجنب زيادة الإدخالات للمستشفيات والضغط على المنظومة الصحية.
وعن الاجراءات اللازمة والمطلوبة لاحتواء الوضع الوبائي خلال الشهرين القادمين، نادى المعاني بضرورة التفكير بتأجيل الفصل الدراسي الثاني للمدارس حتى الأول من اذار، وتقليل عدد أكبر من الموظفين في المؤسسات لاسيما غير الحيوية، والسماح للموظفات العاملات بالعمل عن بعد بالتزامن مع إغلاق حضانات الأطفال مؤقتا، وزيادة ايام التعطيل للموظفين.
ودعا الى منع كافة التجمعات والحفلات كونها تشهد ازدحاما كبيرا، مؤكدا انه لا يوجد ما يسمى بـ «تجمعات آمنة»، وجميعها تساعد على انتشار الفيروس بشكل كبير، خصوصا في فصل الشتاء الذي يشهد انتشار الفيروسات ونشاطها بشكل مضاعف، ناهيك عن تبسيط الاجراءات المتعلقة بحملة التطعيم، واتباع كافة السبل والمناشدات لرفع إقبال المواطنين على تلقي المطعوم، علما انه كانت هناك زيادة مطردة في الإقبال على التطعيم مؤخرا.