زاد الاردن الاخباري -
تنطلق اليوم الاثنين محادثات أميركية روسية في جنيف بشأن الأزمة الأوكرانية بعد مناقشات أولية "معقدة" أمس، وسط تشاؤم أميركي وروسي بإحراز اتفاق.
وأعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه أجرى مناقشات "معقدة" مساء أمس الأحد مع نظيرته الأميركية ويندي شيرمان في جنيف، قبيل انطلاق محادثات دبلوماسية شديدة الخطورة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن ريابكوف قوله بعد عشاء العمل الذي استمر ساعتين إن "المحادثات كانت معقدة، لا يمكن أن تكون سهلة".
كما وصف ريابكوف المحادثات بأنها كانت "جدية"، في وقت تستمر المفاوضات الاثنين، مضيفا "أعتقد أننا لن نهدر الوقت غدا (اليوم الاثنين)".
وكان ريابكوف قد قال في وقت سابق إن روسيا تتجه إلى جنيف بمهمة واضحة، وهي الحصول على الضمانات التي تطلبها.
وأضاف أن بلاده لن تقدم أي تنازلات مهما كانت التهديدات والضغوط، والتي قال إن الغرب يمارسها باستمرار.
وقلل المسؤول الروسي من إمكانية نجاح هذه المحادثات، وقال إن بلاده قد تلجأ إلى وسائل أخرى لضمان التوازن في حال عدم الاتفاق.
بدورها، أكدت شيرمان خلال عشاء العمل "دعم الولايات المتحدة للمبادئ الدولية (المتعلقة) بالسيادة والسلامة الإقليمية ولحرية الدول ذات السيادة في اختيار تحالفاتها"، حسب بيان للخارجية الأميركية.
ويتواصل الأسبوع الدبلوماسي باجتماع بين حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) وروسيا بعد غد الأربعاء في بروكسل، ثم بلقاء الخميس المقبل في فيينا مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بغية إشراك الأوروبيين الذين يخشون تهميشهم.
لكن وكالة الإعلام الروسية نقلت عن ريابكوف قوله إن من الممكن جدا أن تنتهي الجهود الدبلوماسية بعد اجتماع واحد.
تشاؤم أميركي
من جهته، استبعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حدوث اختراقات بشأن ملف أوكرانيا خلال المحادثات المقررة اليوم الاثنين مع روسيا في جنيف.
وقال إن وضع القوات الأميركية في أوروبا ليس مطروحا للنقاش.
وأبدى بلينكن -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)- استعداد واشنطن لحل الخلافات وتجنب المواجهة مع موسكو.
وتتهم الدول الغربية وكييف روسيا بحشد نحو 100 ألف جندي عند حدود أوكرانيا تحضيرا لغزو محتمل، وقد هددت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقوبات "هائلة" وغير مسبوقة في حال هاجم جارته.
وقد تصل هذه الإجراءات إلى حد منع روسيا من التعامل مع النظام المالي العالمي أو منع تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي تريده موسكو بقوة.
لكن الرئيس الروسي -الذي أجرى محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن مرتين منذ بدء هذه الأزمة الجديدة- اعتبر أن فرض عقوبات جديدة سيشكل "خطأ فادحا"، وهدد بدوره برد "عسكري وتقني" إذا واصل خصومه "هذا النهج العدائي".
ويؤكد الكرملين أن الغرب هو الذي يستفز روسيا عبر نشر قوات عسكرية عند حدودها أو تسليح الجيش الأوكراني الذي يحارب انفصاليين مؤيدين لموسكو في دونباس في شرق أوكرانيا.
ويطالب باتفاق واسع يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وسحب كل القوات الأميركية من الدول التي تقع في أقصى شرق حدود الحلف.
لكن الأميركيين يؤكدون أنهم غير مستعدين لخفض عدد قواتهم في بولندا أو دول البلطيق، بل يهددون على العكس بتعزيز وجودهم فيها في حال حصول هجوم روسي، وفرض عقوبات صارمة.